03‏/04‏/2012

هل تتخلى روسيا والصين عن سورية مقابل عشرة مليارات دولار..؟؟

هل تتخلى روسيا والصين عن سورية مقابل عشرة مليارات دولار..؟؟
ما هو الأمر الذي يجعل روسيا والصين تستعملان الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي، ومن ثم تحركان الأساطيل؟ ما هو الأمر الذي يجعل حاكماً عربياً يعرض على روسيا عشرة مليارات دولار فقط لتمرير قرار ضد سورية وترفضه روسيا؟.. ما هو الأمر الذي يجعل أمراء النفط يتكلمون بالحرية من أمام سجون الترحيل، وبالعروبة والعروبة لديهم تأشيرة سفر، وبالديمقراطية وكلّهم نجحوا بانقلابات، بل محميين بجيوش مرتزقة وقوات أمريكية، لماذا تجازف قطر بإرسال مقاتلين إلى ليبيا، والكثير من الأسئلة سنحاول جر القارئ إلى كشف الأجوبة؟.
الأمن القومي الروسي
كيف يمكن تدمير روسيا وإخضاعها؟.. بمجرد إلقاء نظرة على الموازنة الروسيّة نكتشف أنها تعتمد على الغاز والنفط بشكل أساسي، ولشلّ روسيا وجعلها عاجزة عن الإنفاق على جيشها وشعبها وخصوصاً البلقان، يكفي تأمين بديل للغاز الروسي، الذي يصدّر إلى أوروبا، ورفع إنتاج النفط في الخليج، وتفقد موسكو ما يقارب من نصف موازنتها، من خلال تدمير أسواقها في الإتحاد الأوروبي، علماً بأن حصة روسيا من نفط أوروبا 25% وحصتها من الغاز وصلت إلى 24% والآن تقريباً أكثر من 23%.
هل ينجح تدمير روسيا..؟
لنفترض أن ليبيا لم تتحوّل إلى صومال عربي جديد، وقامت واشنطن باستكمال استخراج الغاز من سواحل ليبيا وإرساله إلى أوروبا، واستطاعت القضاء على حزب الله وتدمير سورية وتصفية القضية الفلسطينية ومدّت خط غاز شرق المتوسط كما خطط له، ونقل غاز مصر والغاز الموجود بين لبنان وفلسطين المحتلة إلى تركيا ويضاف لهم غاز كردستان العراق، وهنا ستتمكّن واشنطن من تأمين بديل لكل الغاز الروسي الذي يمرّ من أوكرانيا تقريباً، ومع قليل من رفع مستوى إنتاج النفط في الخليج ستكون روسيا عاجزة عن الدفاع ليس عن حلفائها فقط، بل عن بلقانها واستقرارها، وستفقد نفوذها في وسط آسيا، ولن تستطيع شراء الغاز الأذري، وبذلك تقترب من بحر قزين حيث ثروات العالم في المستقبل.
 
خطوط غاز شمال إفريقيا الموجودة والمخطط لها وفيها يظهر خط الغاز الليبي باللون الأخضر
 
خط غاز شرق المتوسط نفذ منه قسم من مصر إلى عسقلان المحتلة والقسم المتبقي شنت لأجله الحروب،عدوان تموز على لبنان والآن العدوان سورية.
ملاحظة: الشركة المالكة لخط غاز شرقي المتوسّط (EMG) لمصر منها عشرة بالمئة، والجزء الأكبر لشركتين إسرائيليتين يملكهما ضابط موساد أسبق (يوسف مايمان) له ربع الشركة 25% والشركة الأمريكية الإسرائيلية (أميال) التي يملكها الإسرائيلي الأمريكي (سام زل) وأما مؤسّس الشركة حسين سالم فيقال إنه لا يملك أي حصة بالشركة الآن بعد بيع حصته.
الآن لنلقي نظرة على خط نابوكو والدول المحيطة بتركيا، التي تملك غازاً يمكنه تغذية خط نابوكو الذي اعتبرته موسكو منذ العام 2002 عملاً عدوانياً يهدّد أمنها القومي وبسببه بدأت حرب باردة غير معلنة


لاحظ الصورتين أعلاه واحدة توضح مصادر الغاز حول تركيا، والأخرى توضح مسار خط نابوكو، ولنعيد إلقاء نظرة على مصادر الغاز:
1-  تركمانستان لا يمكن نقل غازها قبل تسوية مشكلة بحر قزوين، وهذا يعتبر من شبه المستحيل بالظروف الحالية، علماً بأنها لم تحضر حفل توقيع خط نابوكو، وتبيع الغاز لإيران بكميات هائلة وقسم لروسيا، رغم إعلان الرئيس التركمانستاني نيّته بيع الغاز لخط نابوكو، ولكن يبقى من المستحيل تخطي بحر قزوين قبل حل النزاع، ولا يمكن حل النزاع. ومع الإعلان عن هزيمة مشروع الياسمينة الزرقاء في سورية ذهب الإتحاد الأوروبي للكلام عن مدّ خط عبر بحر قزوين رفضته موسكو.
2-  أذربيجان طبعاً لا يمكن نقل غازها عبر أرمينيا بسبب النزاع على إقليم كاراباخ (قره باخ) وكان هناك نية لمد الغاز عبر جورجيا ولكن تلك التمديدات دُمّرت إبان حرب البلقان، حين اعتدت جورجيا على أوسيتيا الجنوبية بعد انفصالها عن جورجيا، وتدخل الجيش الروسي لحماية الأوسيتيين، ودمر كل ما له علاقة بخط الغاز، ثم وقعت موسكو اتفاقية إستراتيجية مع أذربيجان وتقوم "غاز بروم" الروسية بشراء معظم الغاز الأذري، منذ ذلك الوقت.
3-  إيران لم تنفع كل الوعود والتهديدات معها للقبول بتزويد خط نابوكو، تريد ثمن هذا الخط رأس إسرائيل، والآن قرّرت مد خط غاز عبر سورية وخط الغاز الإيراني سيعزل إسرائيل، ويقوي الاقتصاد السوري، ويرغم مصر لاحقاً على التحالف مع سورية وإيران في حال استخرجت إسرائيل الغاز من المتوسط وتوقفت عن شراء الغاز المصري، صورة لخط الغاز الإيراني المزمع تنفيذه.
 
4-  في العراق وقّعت حكومة كردستان اتفاقاً ولكن ألغته حكومة بغداد، فهو يحتاج تنسيقاً بين حكومة كردستان وحكومة بغداد وهذا مستبعد بالقريب، يضاف إليه أن أي خط سيكون تحت رحمة حزب العمال الكردستاني، وحمايته ستكون باهظة التكاليف ولكن في حال اشتعال سورية وتقسيم المنطقة لدويلات طائفية سيصبح نقله أمراً ممكناً.
5-  غاز مصر وصل إلى سورية ولكنه لا يكفي، وعبر خط الغاز العربي لاحظ الصورة، فقد وصل الخط إلى جنوب دمشق فقط، ولكن يبقى الأهم أن الغاز المصري في أحسن الأحوال لن يقدم أكثر من خمسة مليارات متر مكعب من أصل 31 مليار متر مكعب، وبالتالي لا قيمة له من دون غاز شرق المتوسط وأنبوب شرق المتوسط، ولكن في حال صمود سورية قد يغذي خط الغاز العربي الخط الإيراني، وبالتالي تصبح مصر شريكاً إستراتيجياً لسورية وإيران، وهذا ما سيحدث في السنوات المقبلة مع التهاوي الأمريكي، ولهذا السبب تشن هجمة على الجيش المصري، لأن المشروع الأمريكي سقط ولن تبقى ثورة مصر للأمريكيين، بل ستصبح ثورة حقيقية.
 
صورة توضح خط الغاز العربي الذي نفذ منه قسم من مصر إلى جنوب دمشق ولا أمل بوصوله إلى تركيا
حرب الغاز بسببها سقطت أوكرانيا بثورتها البرتقالية وسقطت الثورة البرتقالية بانتصار لبنان، وحاولوا إسقاط روسيا البيضاء، وشنوا حرباً على لبنان، وظهرت بدعة "الربيع العربي"، ودمرت ليبيا، وتلاقت الأساطيل في المتوسط، ولازال يحضر للجزائر المؤامرات على أمل الوصول للغاز الجزائري، وتم إسقاط تونس المعبر الإستراتيجي لبعض خطوط الغاز، الكلام عن حرب الغاز يتوسّع كثيراً.
نعم بعد كل هذا يمكن وصف مصطفى عبد الجليل وبرهان غليون أنهما بالنسبة لواشنطن أرخص من برغي سيستعمل في خط أنابيب للغاز.
كيف يمكن تدمير الصين وإخضاعها..؟
الصين تختلف ولا يمكن إخضاعها إلا بالسيطرة على موارد طاقتها خصوصاً في السودان وإيران، ولنلقي نظرة فقط على السودان، كون تدمير إيران جزءاً من مشروع الشرق الأوسط الجديد، ونذكر أن السودان تم تقسيمه منذ اتفاق نيفاشا بشكل غير رسمي، ولكن بقي الجنوب تحت رحمة الشمال معبر نفطه، ولشن حرب على الشمال وجب نقل نفط الجنوب خارج أراضي الشمال، ولنلقي نظرة على حروب واشنطن ما بين اتفاق نيفاشا، واستفتاء انفصال الجنوب ثم نقارنها بالخريطة:
1-  حاولوا احتلال وفصل إقليم دارفور وبمساعدة ليبيا وتشاد، إلى أن هزمت إسرائيل في جنوب لبنان بعدها قامت ثورة بتشاد وكادت تطيح بالنظام لولا إنطفاء نار دارفور بتسوية نسي معها العالم أن الرئيس السوداني مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية.
2-  هدأت دارفور فدخلت القوات الأثيوبية إلى الصومال، ووافق شيخ شريف على المشروع الأمريكي في قطر ولكن لم يستطع إقناع أنصاره وذهبت المحاكم الإسلامية وجاءت حركة الشباب ولم تستقر الصومال.
3-  منذ شهر أرسلت واشنطن قواتها إلى أوغندا لقتال جيش الرب، وأرسلت منذ أسبوع تعزيزات عسكرية لأنها لازالت تحاول إشعال السودان حتى تؤمن مخرجاً لنفط الجنوب.

 
وفي النهاية لابد من توجيه رسالة إلى (براغي) أنابيب الغاز وأقصد بهم عملاء واشنطن لنقول لهم: تذكّروا أن ديون واشنطن زادت عن 15 ألف مليار دولار، وفي عام واحد تقترب من ثاني سقف للدين، واستهلاك الإتحاد الأوروبي سيزيد ما يقارب من 40% خلال عدة سنوات ويحتاج إلى من يعالج أزماته المالية، وواشنطن هُزمت وخرجت من العراق، وإذا كنتم تعتقدون أن روسيا والصين قد يتخلون عن سورية، أؤكد لكم أن الحرب العالمية الثالثة أسهل من هذا، بل وأؤكد لكم أن الرعب من سقوط سورية وحّد مجموعة "بريك" ومحور المقاومة في خندق واحد، والقادم هو كسر عظم الأمريكي، ونتمنى لكم غرقاً هنيئاً مع أسيادكم الأمريكان.

اقرأ المزيد :




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Syria - Find me on Bloggers.com