منذ أن بدأت الأزمة السورية والنائب اللبناني عقاب صقر مختفي عن الأنظار، بالطبع الناخبون في المنطقة التي يمثلها في المجلس النيابي لا يهمهم غيابه، فهو عديم الفعالية شعبيا سواء حضر ام غاب كونه انتخب بأصوات وهابيين لا يعتبرونه ممثلهم بل هو بالنسبة لهم كان سيحصل على أصواتهم حتى ولو كان عصى يابسة وضعها سعد الحريري على لائحته الانتخابية في تلك المنطقة التي كانت في العام 2009 موالية لأموال سعد وأما وقد أفلس ابن رفيق الحريري فالأغلب أن عقاب صقر سيفضل العيش لاجئا في بروكسل ليستمتع بالأموال التي ربحها من عمله مديرا لقسم إعلامي تابع لمشروع كان يعمل في إطاره في لبنان وهدفه كما قال هو بنفسه مرة " حب الحياة " في خدمة الأهداف الاميركية في لبنان تارة وفي سورية تارة أخرى . ملكة تأليف الروايات الاعلامية وإدارة جزء من الحرب الاعلامية على الشعب السوري لا يملكها عقاب صقر وحده بل يشاركه فيها مئات الاعلاميين اللبنانيين المتفرغين منذ ما قبل الأزمة لاختراق سورية عبر ناشطي الانترنت و المدونين والمدونات اللواتي يمثلن ويمثلون للأميركيين في القرن الواحد والعشرين ما كان يمثله شبيه جيمس بوند في العالم الواقعي للمخابرات البريطانية في القرن الماضي. ولو كنت في مقام لحان تحقيق دولية تبحث عمن يجند شباب سوريين وسوريات للعمل ضد بلادهم من خلال وسائط اعلامية يمولها الأميركيون أو الأوروبيون لتابعت طرف خيط يبدأ من موظفي مؤسسة سمير قصير الممولة من الاتحاد الاوروبي حيث يقوم هؤلاء بدور هام في تجنيد المتدربين الجدد من المحرضين على الفوضى الذين بدونهم لما كان للسلاح بيئة حاضنة ولا كان للإرهاب في سورية محيط آمن في بعض الأرياف والمدن.
ولأن الحرب الإعلامية على سورية هي الأعنف والأكثر فاعلية ولأن من يخوضون تفاصيلها هم الأكثر خبرة تكفلت الولايات المتحدة بتأمين انتقال آمن وسلس لمئات الكوادر الروسية الذين يقوم الاميركيون بتجهيزهم وتدريبهم لإطلاق ما يسمى " ربيع موسكو" مستقبلا، ونسبة كبيرة من هؤلاء جيء بهم إلى لبنان حيث يعمل في هذا البلد التعيس الحظ أكثر من ثمانمئة إعلامي وناشط لبناني في خدمة الوكالات والجمعيات الأهلية التي تنشط بتمويل وتدبير من مكتب العلاقات العامة في السفارة الاميركية .
البلد الصغير - لبنان - قد يصدر النفط والغاز يوما ولكنه في الوقت الحالي يصدر خبراء البروباغندا والحروب النفسية ، ومن يدير الحرب الإعلامية على سورية ليسوا سوريين فالقادة في تلك الحرب التي تطلب قدرة خلق وسرعة بديهة ونذالة في استخدام التحريض الطائفي هم لبنانيون من أمثال أنصار سعد الحريري ومن خبراء البروباغندا الذي دربهم الأميركيون ومارسوا ما تدربوا عليه في لبنان ضد المقاومة وضد سورية من لبنان وقد نجح هؤلاء في خلق تيار وهابي شديد الاتساع في لبنان من خلال الاعلام والتحريض الطائفي والمفارقة إن كبار الخبراء في التحريض المذهبي وقادة الدعايات السياسية التي تحرض السنة على الشيعة في لبنان هم شيعة من أمثال عقاب صقر وباسم السبع وآخرين من المتعاونين مع السعودية وأميركا. ولأجل خبرة هؤلاء الكبيرة في التعامل مع وسائل الإعلام الجديدة يصر الأميركيون على عملائهم الروس لكي يمارسوا تدريباتهم المكثفة في لبنان على يد خبراء لبنانيين من عملاء الاميركيين.
ناطقون عرب بإسم الحرب الأميركية على سورية.
في خطاب مفصل ألقاه في الثامن من يوليو/تموز 2008 أمام جمع من الباحثين والمهتمين في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أعلن جيمس غلاسمان (المسؤول السابق عن مكتب الديبلوماسية العامة في الخارجية – مكتب دعم الناشطين في الحرب الدعائية الأميركية ضد أعدائها) أعلن عن فخره بأنه القائد الأعلى في حرب الأفكار من الجانب الأميركي، وأعلن أيضا في سياق خطابه أن إدارته تستطيع الوصول إلى نسبة كبيرة الشعب الإيراني من خلال الإعلام الموجه.
وأضاف أنه قام خلال عمله في وزارة الخارجية بإنشاء شبكات ومنظمات في بعض البلدان للمساهمة في تغيير وجهة الرأي العام في الدول الإسلامية، على قاعدة الصراع على السلطة بين المسلمين في المجتمعات الإسلامية، وليس على قاعدة تحقيق شعبية للولايات المتحدة بين المسلمين. أي أنه ليس المهم أن يحب الشعب السوري أميركا بل الهدف هو أن يكره السوريون رئيسهم وأن يكرهوا حلفاء نظامهم في حزب الله وإيران.
لتحضير الأرضية لإغراق سورية بالفوضى عمدت الأجهزة الأميركية إلى استمالة آلافا من الشباب السوري للتدرب على وسائل "نشر الفوضى بالدعاية" وقد حصل ذلك داخل سورية تحت غطاء منظمات تعاون دولية، و أيضا كانت هناك نخبة من الناشطين السوريين حصلت على تدريب وتمويل من منظمات لها تجربة مماثلة في لبنان مثل مشروع " خيارات " والجيل الجديد التي كان يديرها عقاب صقر بتمويل سعودي أحيانا و بدعم مالي وتوجيهي من منظمات اميركية بحسب اعتراف صقر نفسه في حديث له مع موقع يموله الاميركيون كان إسمه خيارات ثم أصبح موقع طائفي اقلوي للتماهي مع الاهداف الاميركية.
سوريون من الوسط الصحافي والجامعي ومن ناشطي الأنترنت حصلو خلال العقد الماضي على دعم منظمات من مثل " بيت الحرية " الممول من الإدارة الأميركية في واشنطن والذي له فروع في مصر وفي لبنان ومن (منظمة سمير قصير ومن معهد تملكه مي شدياق وثالث تديره صحيفة النهار بعنوان شبابي ) وفي قطر وفي تركيا وفي الأردن أقيمت أيضا معاهد تدريب على نشر الفوضى كان عنوان عملها هو التدريب على نشر الديمقراطية . كذلك تعاون ناشطون سوريون مع أصحاب خبرة مثل منظمة كمارا – الجورجية التي لها فروعها الأوكرانية ( تحت اسم بورا ) و التي تحصل على تمويل من مؤسسة الحرية الأمريكية، ومن المعهد الديمقراطي الأمريكي ومن الاتحاد الأوروبي ومن مؤسسة المنح الديمقراطية الأمريكية ومعهد الديمقراطية الدولي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية ومن المجلس الأوروبي. وقد أظهر فيلم وثائقي عرضته قناة العربية السعودية للصحافية عليا ابراهيم بعنوان " عدوى الثورة " أظهر مجموعة من السوريين وعلى رأسهم محمد علي العبدالله وهم يتدربون مع مجموعة من الشبان العرب في جورجيا على نشر الفوضى .
(يقول الروس عن قناة العربية السعودية أنها قناة تديرها أميركا مباشرة وأما الدور السعودي فيها فهو التمويل فقط وتحّمل المسؤولية وتبنيه عربيا وإسلاميا)
وتقول معلومات الديبلوماسيين الروس في عاصمة عربية بأن المئات من الناشطين السوريين تدربوا على يد منظمة أوتوبور الصربية العميلة للأميركيين وحدها منذ العام 2003 وقد اعترف مدير تلك المنظمة في خطاب علني القاه العام 2008 في مؤتمر اتحاد الشبيبة العالمية ضد العنف الذي عقد في أميركا بهذا الأمر. وكان مجال اختصاص السوريين المتدربين على يد أوتوبور هو " نشر الفوضى بواسطة الإعلام الجديد والفايسبوك والإشاعات والتصوير بالهواتف و منتجة - فبركة الأفلام المصورة والتحشيد الشعبي والترويج للإشاعات ونشر الفوضى عبر التظاهرات، واستراتيجيات السيطرة على أحياء كاملة في مدن كبرى وإدارتها ذاتيا ". ومن المتدربين على يد أوتوبور التابعة للسي آي أيه كل من فرح أتاسي (واشنطن) محمد العبدالله ورامي نخلة وسهير الأتاسي (سافرت إلى فرنسا في العام 2005 ومنها انتقلت إلى معهد أوتوبور ) وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم.
.الحرب الأميركية على روسيا هل ستكون عسكرية أم إعلامية
يسخر المصدر الروسي من الحديث عن استقلالية المواقع الكبرى في الشبكة العنكبوتية ومن الزعم بأن للإعلام الإلكتروني استقلالية مطلقة، ويقول هذه مسألة لا تستحق النقاش ويمكن تسجيل الكثير من الملاحظات عليها من خلال متابعة المشاركات المتكررة للشركات الخاصة في نشاطات حكومية أميركية دعائية تدخل في باب الحرب النفسية، وهي نشاطات قد تصل إلى مصاف الجهود الحربية في بعض الحالات. ويضيف : إقرأوا الإستراتيجية الأميركية الحربية المنشورة على موقع تسريب إسمه غلوبال سيكوريتي . تجدون أن الحرب الأميركية في القرن الواحد والعشرين لا تعتمد على طائرات وبوارج ودبابات، بل تعتمد بشكل رئيسي على وسائل إعلام متخصصة في نشر الفوضى " (وسائل تشر الديمقراطية عبر الإعلام الأهلي وعبر الفضائيات )
إن وسائل "الإعلام الجديدة" التي يمكن من خلالها الوصول في أي وقت وبأكثر من طريقة إلى مليار ونصف مليار مستخدم للإنترنت، تضمن للأميركيين تفوقا هائلا في المجالات السياسية والدعائية إذا ما قررت الولايات المتحدة استخدام ذلك التفوق لتحقيق مآربها السياسية في سورية أو روسية والصين ، وهو ما فعلته خلال الأحداث التي جرت مؤخرا في العالم العربي وفي إيران عام 2010.
فالمواقع الإخبارية الإلكترونية المتعددة اللغات، والمواقع الاجتماعية التي تضم نصف مليار من الأعضاء في دول العالم كافة، والبريد الإلكتروني الذي يكاد يكون ساحة حصرية لنشاط الشركات الأميركية الكبرى مثل هوتميل (من مايكروسوفت) وجي ميل (من غوغل) وياهوو ميل (من ياهوو)، كلها خدمات إلكترونية تنتمي إلى نيو ميديا التي يمكن في أي وقت تحويلها إلى أدوات في حرب الأفكار الأميركية على الآخرين بعيدا عن الدوافع الأميركية النبيلة أو الشريرة.
وهذا أمر لا تخفيه الإدارة الأميركية، إذ أعلن جاريد كوهين(تعابير تفسيرها الحرفي في أميركا هو " العمل في خدمة المخابرات الاميركية" (عضو سابق في فريق التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأميركية) لموقع أميركا دوت غوف في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2008 أن أجهزة إعلام شبكة الإنترنت والمحمولة الجوالة والرقمية توفر أدوات يمكن تسخيرها في خدمة حرية التجمع وحرية التعبير.
إن حديثا مثل الذي أدلى به هذا الدبلوماسي الأميركي يمكن تفسيره على أنه جزء من المعركة العالمية الأميركية للسيطرة على الشعوب الأخرى .
فعلى سبيل المثال تلقى جاك دوروسي أحد مؤسسي تويتر أمرا عام 2010 من جاريد كوهين للتوجه إلى العراق برفقة بعض الشخصيات من نخبة النخبة في عالم الشبكات الإلكترونية ونيوميديا بغرض التباحث مع الحكومة العراقية في شؤون الخطط الأميركية لاستخدام نيوميديا في نشر الدعاية الأميركية بين أوساط الشعب العراقي.
جاريد كوهين كان قد أسس في نهاية عام 2008 ما أطلق عليه الأميركيون اسم "تحالف الحركات الشبابية" الذي يبتغي تدريب الشبان من دول عدة على أمور تخص الاستفادة القصوى من إمكانيات نيوميديا في صناعة التغيير في توجهات الرأي العام في بلدانهم، وكذلك تدريبهم على كيفية القيام بتحرك شعبي شامل باستخدام مواقع اجتماعية وإعلامية إلكترونية.
وأول تطبيقات تلك القوة الذكية والناعمة حصلت في كولومبيا مع حملة المليون متظاهر ضد منظمة فارك التي أطلقها الناشط الكولومبي أوسكار موراليس في أوائل يناير/كانون الثاني عام 2008.
الحملة تلك يزعم منظمها أنها فكرته وحده، أعجبت السيد جاريد كوهين فتبناها وتبعه في ذلك التبني السيد جيمس غلاسمان.
وتزعم الدعاية الأميركية أن مجموعة شبابية كولومبية معادية للعنف يقودها شاب اسمه أوسكار موراليس وضعت إعلانا على موقع فيسبوك الخاص بقائدها يدعو فيه شبان بلاده إلى التظاهر ضد العنف في يوم الرابع من فبراير/شباط من عام 2008، كما دعا موراليس مستخدمي موقع فيسبوك إلى الانضمام لمجموعته الشبابية على صفحته الخاصة.
التجربة نجحت وانضم أكثر من 150 ألفا من مستخدمي فيسبوك إلى مجموعة موراليس قبل موعد التحرك الشعبي المناهض لمنظمة فارك. أما في يوم التظاهر فقد شارك 300 ألف كولومبي في المظاهرة في مدينته وحدها.
نجاح حملة أوسكار موراليس دفع غاريد كوهين بحسب الإعلام الأميركي إلى تبني فكرة استخدام فيسبوك لأغراض سياسية.. فسافر إلى كولومبيا للاجتماع بموراليس ومن ثم شاركه بصفته الرسمية في الدعوة إلى ما أسمته وزارة الخارجية الأميركية "قمة نيويورك لتحالف الشباب"، وهو مؤتمر شاركت فيه مجموعات شبابية من 16 دولة.
وقد عُقدت القمة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا في الفترة ما بين الثالث والخامس من ديسمبر/كانون الثاني 2008 وحضرها ممثلون على مستوى رفيع من وزارة الخارجية، ومن جامعة كولومبيا وفيسبوك وغوغل وشبكة كابل أم. تي. في. (MTV) التلفزيونية وإي. تي. أند تي. للهاتف وهاوكاست ميديا وأكسيس 360 ميديا.
وقد نشر موقع هاوكاست بعد ختام المؤتمر دليلا تستفيد منه الجماعات الأخرى التي تريد بناء حركات لتمكين الشباب ضد العنف من تسخير شبكة الإنترنت لخدمة نشاطاتها.
جيمس غلاسمان الذي شارك شخصيا في ذلك الاجتماع ألقى كلمة قال فيها إن "التكنولوجيا تعمل لصالحنا لا لمصلحة المتطرفين ومن بين الحضور في تلك القمة شارك قادة شبابيون من روسيا وسورية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق