5/15/2012 01:30:00 م
Zeeeeeen6
تعيش دير الزور رعباً حقيقاً بعد انتقال
الجماعات المسلحة الممولة من الخارج إلى مرحلة جديدة من بث الرعب عبر
الإغتيالات المتنقلة التي لم توفر حتى النساء وقد سقط فيها 28 ضحية خلال
الأيام القليلة الماضية حتى الآن فيما نجا أربعة آخرون من الموت برصاص ثوار
الحرية وفق مصدر مطلع في المحافظة .
وأكد المصدر إن جرائم الاغتيال التي ينفذها مسلحو عصابات ما
يسمى الجيش الحر بلغت خلال الأيام الأخيرة 28 شهيداً بينهم مديرة مدرسة
التطبيقات فاطمة الحسن و جراد سليمان الخليف عضو المكتب التنفيذي في
المحافظة ، أحمد المشعلي شقيق محمد المشعلي عضو المكتب التنفيذي للمحافظة ،
وعبد العزيز الهفل أحد شيوخ العشائر" .
و أضاف المصدر إلى" أن عصابات مجلس
اسطنبول التي يسميها الإعلام " الجيش الحر " وضعت قائمة تضم 52 شخصية بينها
12 فتاة وسيدة وقتلت منهم حتى الآن 28
كما أشار المصدر الى "أن عصابات الجيش الحر فرضت جواً من الرعب على أبناء
دير الزور ، وقد حاولوا خطف فتاة يوم الاثنين ولم يجرؤ أي رجل على
الاقتراب من المسلحين لحين قيام نساء بالهجوم عليهم وتخليص الفتاة منهم".
كما حاول المسلحو قتل زوج ابنة المعلمة فاطمة الأحمد ويدعى حمود زغير أثناء
وجوده في السوق برفقة خاله براق عبادي وقد اصيبا إصابات خطيرة .
وأكد المصدر أن هذا التصعيد هو جزء من خطة
أميركية تنفذها المعارضة لإرهاب الشعب السوري و شل الحياة الطبيعية في
المدن و المناطق . واعتبر قيام القتلة بملاحقة مواطنين لا ذنب لهم سوى
إنهم ليسوا محميين ولا مسلحين ولا مرافقين لهم يقدمون لهم الحماية ، ليس
الأمر الغريب خاصة و"أن عصابات الجيش الحر معروفة بالجبن ولم تقم أبدا
بعمليات توحي برجولة أو ببطولة الثوار ، بل إن كل عملياتهم هي عبارة عن
عمليات اعتداء على العزل أو في أحسن الأحوال هي نتيجة لخيانة يقوم بها شخص
هنا أو موظف هناك لزملائه".
الغريب إذا ليس قيام العصابات المسلحة بقتل المواطنين، الغريب هو غياب الدولة والحجة دوما: ما فينا نحمي كل الناس !
إن لم تكن الدولة قادرة على حماية الناس فلماذا لا يطلق المسؤولون آلية شعبية تحمي الناس ؟
في كل الدول التي تشهد اضطرابات أمنية بالمستوى الذي تشهده سورية تلجأ
الحكومات إلى آليات شعبية تحميها وتحمي المجتمع ، على سبيل المثال في
الولايات المتحدة هناك نظام يسمى " الحرس الوطني" مرتبط بالدولة بشكل عضوي
ولكن عناصره من المتطوعين ولا يتلقون بدلا ويسري عليهم النظام الذي يسري
على الجيش من حيث التنظيم والتراتبيات.
الإيرانيين أسياد هذا النوع من العمل الشعبي ، فهناك الحرس الثوري شبه
النظامي ولكن هناك الباسيج الشعبي الذي لا ينتظر الأوامر بل يعمل وفقا
للآليات التي يعمل من خلالها المسلحون في سورية .... مجموعات شعبية تعيش
حياتها الطبيعية ولكنها تحمي الحي الذي تسكن فيه من خلال مجموعات حراسة
تتدخل حين الحاجة وقبل استفحال أمر العصابات المسلحة المناوئة للسلطة.
في الثمانينات حصل هذا الأمر في سورية أيام كان لحزب البعث فاعلية وعناصر
تنتمي حقا إلى فكر سياسي تؤمن به ولكن مع الشلل الذي أصاب القيادة البعثية
وعناصرها في كل سورية فلماذا لا تتدخل الدولة لإنشاء خلايا شعبية موازية
للبعث وفقا لآلية لا تشلها البيروقراطية؟
الخوف من الحرب الأهلية إذا سلخت الدولة الشعب ساقط حكما لأن الحرب الأهلية
وقعت وهي تقوم الآن في أبشع صورها ولكن من طرف واحد يقتل والطرف الثاني لا
يفعل شيئا سوى انه يلوم عزرائيل على سرعته في خطف أرواح الموالين لدولة لا
تعرف سوى القتال ضد العصابات المسلحة بينما لا تفعل شيئا للبيئة الموالية
لها التي ما أن يخرج الجيش من المناطق حتى نصبح عرضة لانتقام المسلحين
الذين يهربون من مواجهة الجيش ويختبئوا وحين ترحل وحداته لقتال مسلحين في
مناطق أخرى يظهر المسلحون الجبناء للانتقام من الموالين وتعود المناطق التي
كان الجيش ينشر الأمان فيها الى قبضة المجموعات المسلحة.
والسؤال المطروح هو لماذا كلما ينظف الجيش السوري منطقة معينة وينتقل لتنظيف الأخرى يعود المسلحون إلى المنطقة الأولى ؟
الم يحصل هذا في درعا وفي الرستن وفي دوما ؟ أليس هذا تضييع لدماء ضحايا القوات المسلحة ؟؟
الجواب واضح، المسلحون يفرضون وأنصارهم الترهيب على المواطنين، وهم لديهم
بين الناس موالين لهم ما يمكّنهم من التخفي ولن يهزمهم الا الناس لا الجيش .
فالجيش يمكن له أن يتحول إلى داعم للمواطنين في الأحياء التي يحمونها هم
لأنهم في الأصل ابناءها ولا يمكنهم مغادرتها فهي مناطق سكنهم،وكما حوّل
المسلحون المناطق السكانية الموالية للنظام إلى واحات آمنة للإرهاب يمكن
للسكان الموالين للدولة – وهم الأغلبية ان يحولوا المناطق السكنية إلى
واحات ممنوعة على المجموعات المسلحة وكل ما هو مطلوب ليس التعامل مع
الموالين من منطلق العواينية بل منطلق خلق تيار شعبي ناشط وعلني ولا يخشى
المسلحين بل يقاتلهم تحت اشراف الدولة وبرعايتها وبتنظيم منها .
لا يمكن للجيش النظامي أن يهزم العصابات المسلحة بينما الشعب يستطيع.
فالمعادلة الوحيدة لمواجهة مجموعات المسلحين هو إطلاق الية شعبية تقاتل
الإرهاب في المنازل والأحياء والحارات وقبل أن يصل خبر تشكيل خلايا إرهابية
إلى الدولة يمكن للشعب أن يقضي على تلك الخلايا .
كل ما هو مطلوب هو إطلاق آلية مرتبطة بالدولة لكي لا يتحول الأمر إلى " حارة كل مين ايدو الو " .
0 التعليقات:
إرسال تعليق