26‏/04‏/2012

آخر فضائح " مثقفي الثورة السورية" ومهابيلها : نقاشات "فكرية وثقافية" حول لحية وشوارب عبد الرزاق طلاس !؟

نشر موقع قناة"العربية" تحقيقا صحفيا فريدا من نوعه ، ويستحق جائزة الصحافة "الثقافية" الاستقصائية ، ليس بذاته ، ولكن لكونه كشف عن المهازل والتفاهات والسخافات التي تملأ أدمغة "مثقفي الثورة السورية " وجمهورها ، وأظهر حقيقتهم بوصفهم مجرد طبولا جوفاء و " دربكات" فارغة إلا من ... الضراط الثقافي!
موضوع التحقيق ، ولا تتفاجأوا ، يتعلق بلحية الوهابي المجرم عبد الزراق طلاس ، قاتل الأبرياء على الهوية الطائفية والمذهبية ، وخاطف الرهائن ، و زعيم العصابة التي اقتحمت المشفى الوطني في حمص! أما النقاش "الثقافي" الذي كان نجمه "شاعر الثورة" فرج بيرقدار ، فتركز حول " المدلول الثقافي والفكري والسياسي" للحية طلاس وشواربه وأهميتهما التاريخية في الأزمة السورية ومنعطفات الثورة!
بيرقدار ، الذي كان استضاف مؤخرا على صفحته الخاصة في موقع " فيسبوك" دعوات لقتل أحد المعارضين السوريين على أيدي "الجيش الحر"(!!) ، قال لموقع "العربية" إن على طلاس أن " يحلق لحيته كي يبدو شخصا عصريا ، أو أن يتركها مع شاربيه على غرار القائد الكوبي تشي غيفارا "، وأكد بيرقدار أن لحية عبد الرزاق طلاس " تخدم الثورة السورية عسكريا وإعلاميا على أفضل نحو ممكن"!!  ونقل الموقع عن بيرقدار قوله لموقع " خبر 24 نت"  إن إطلاق اللحية مع حف الشوارب يعطي النظام ذريعة أن "الثورة السورية سلفية"، مؤكداً أنه لا يجد الضير في إطلاق اللحية كـ"حرية شخصية"، إلا أن يطلق أحد نجوم الثورة السورية لحيته فإنه قد يفسح مجالا للتأويل الأمر الذي قد يؤثر سلبا على صورتها إعلاميا!
الإسلاميون يردون
إلا أن تصريحات بيرقدار لم تمر مرور الكرام. فقد سارع حسام الصباغ، ناشط سوري، إلى القول إن "العلمانية" جرّت البلاد على مدار "90 عاما من تخلف إلى تخلف" وحولت سوريا إلى "جحيم".

واعتبر الصباغ أن "العلمانيين" نهبوا سوريا، مقارنا بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي حول تركيا خلال 10 سنوات إلى دولة كبرى، بينما حولها "العلماني كمال أتاتورك من دولة عظمى إلى دولة من دول العالم الثالث".وأضاف متوجها إلى العلمانيين بسوريا "العلمانية الفرنسية أو الأوروبية تقوم على احترام الأديان والإنسان والعمل بقوانين الدولة التي تحكم الجميع، أما علمانيتكم فهي النظر إلى الدين باحتقار واعتباره سبب التخلف".

من جانبه اعتبر طريف السيد عيسى، وهو أحد تكفيريي"الطليعة الإسلامية المقاتلة" خلال الثمانينيات ، أن تصريحات بيرقدار "تدخل مرفوض في اختيارات الناس وحريتهم، خاصة من قبل من يقول إنه مع الحرية الشخصية".

قوة الإيمان

وتناول عبد الإله بكار، ناشط سوري، جانبا آخر من القصة معتبرا أن "عبد الرزاق طلاس معرض للموت في كل ثانية وهو يريد أن يلقى ربه على ما يحب وعلى قناعاته هو، وليس ما يرضي الآخرين!"وتساءل "الله وعده بالجنة فماذا وعده الآخرون! هل سيحشرونه مع جيفارا؟" وأضاف "الحرية تتطلب تقبل الآخرين بأفكارهم ومعتقداتهم وليس إجبارهم على معتقدات معينة لحسابات معينة لا تهمها إذا قتل لا من قريب ولا من بعيد".وأوضح محمد بيرقدار إن "مَنْ نذر دمه في سبيل الله وفدى الحرية والوطن، يمثلني. باعوا كل شيء. وتضحياتهم لا توازيها تضحية.. هم يعرفون أن ليس لهم سوى الله آخذين بالأسباب ومتوكلين على الله".

تجنب الشبهات

ولكن أحمد بيرقدار، نشاط سوري، كان له رأي آخر. وقال "من أصول ديننا أن نجتنب الشبهات، إن حلق عبدالرزاق طلاس لحيته لهدف أسمى بكثير من السنة ألا وهو كسب الرأي العالمي وتعاطف الكون معنا، فإنه سيؤجر على حلق لحيته".وأضاف "صدقوني لو عرف سيدنا عمر بن الخطاب أن حلق لحيته سيقلص من معاناة امرئ واحد على وجه الأرض لما تردد ثانية في اقتلاع جلدة وجهه، فما بالكم إن كان الهدف هو ادخار آلاف الأرواح التي تنتظر سكين الجلاد".

إلا أن عبد الإله بكار، يرد ويقول "عبد الرزاق طلاس أراد أن يثور على الطغيان ولحيته هي رمز للثورة على الطغيان المتمثل بالنظام وأتباعه ومن دار في فلكه ولو أراد أن يعمل بمبدأ المسايرة والتقية لبقي في الجيش ضابطاً لا مشرداً في بلاد الله، وإن كان مقتنعاً بلحيته فيجب أن لا نصادر رغبته".

العلمانيون يردون

واعتبر المدافعون رأي الشاعر السوري فرج بيرقدار أن "البعض قد حول القضية الى قضية مفاهيم ومعتقدات"، وقال موسى عيسى إن "لكل شخص الحرية في معتقده".ولكن، يضيف عيسى: "أرى مع الأستاذ فرج أن الأمر في شخص السيد طلاس يتجاوز مفهوم النقد الشخصي إلى المفهوم التمثيلي لمؤسسة يفترض فيها أن تكون جامعة لا مؤسسة لتيار مهم كبر حجمه أو صغر وإلا تحولنا إلى مفهوم الميليشيا الحزبية".واعتبر أن "لكل مؤسسة قواعدها والمؤسسة العسكرية لها أصولها وقواعدها والخروج عنها يؤدي في الكثير من الأحيان إلى الخروج عن الهدف".

من جانبه، اعتبر يوسف بن محمد، ناشط سوري، أن "طلاس رجل لامع في الجيش الحر على مستوى سوريا وليس حمص فقط، وعليه أن لا ينتمي حتى شكلا إلى أي تيار".وقال بن محمد إنه وجه هذه الملاحظة عبر وسيط إلى طلاس منذ أسابيع وكان جوابه " قلة فضا (أي لا يجد وقتا لحلاقة لحيته)".وأكد خالد الكنج على هذا الرأي قائلا إن "لحية طلاس ستؤثر سلبا على الثورة واحتمال تأخر النصر واحتمال أن يصل الموضوع لزيادة الدم المتدفق".

إقصاء

واعتبر ناشطون آخرون أن الإسلاميين يقصون الآخرين. وقال غياث الجندي إنه في تونس صعد السلفيون على الجامعة ونزلوا العلم التونسي ورفعوا العلم السلفي لأن العلم التونسي حرام فيه ألوان".وأضاف "يمكن لأي كان أن يكون سلفيا أو تقدميا، ولكن لماذا يجب علي أن أكون سلفيا إجباري عن أمي وأبوي" ولماذا يجب أن تكون الشريعة "هي الدستور في بلد فيه أكثر من 2 مليون غير مسلم؟"وأوضح "فعلا شعرت بالحزن أن أرى هذا المناضل الشهم عبد الرزاق طلاس وقد اختار أن يكون ممثلا لتيار ما يقصي أغلب الناس بدل من أن يكون ممثلا لنا كلنا نحن الذين صفقنا له وحييناه في كل مناسبة".

استسلام

ولم يجد الشاعر السوري فرج بيرقدار غير الاستسلام أمام حدة انتقادات الناشطة "شيرينا كوردا" له والتي قالت "نحن هنا في الخارج لا ينقصنا شيء وهناك حياتهم ليس فيها حياة.. علينا تقبل هؤلاء الأشخاص كما هم.. ومن يرغب بالتشبه بجيفارا عليه حمل السلاح في الداخل وصنع البطولات".

ورد بيرقدار "أنا لست بطلاً يا شيرينا.. أنا رجل بسيط ورّطه الله بتعليقات عميقة لا قِبَلَ له بها.. كوني بخير يا أختاه. أعلن استسلامي أمام ما تقولين. جزاك الله الخير على توجيهاتك المهمة التي أنارت لي الطريق".
وبعد ذلك يتساءل العالم لماذا أصبحنا مهزلة ومسخرة!

اقرأ المزيد :




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Syria - Find me on Bloggers.com