05‏/05‏/2012

موسكو: قد نستهدف بضربة استباقية درع أوروبا الصاروخي




قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية نيقولاي ماكاروف امس الخميس إن بلاده لا تستبعد توجيه ضربة استباقية للدرع الصاروخية التي تعتزم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي 'الناتو' نشره في أوروبا، كخيار أخير في حال تفاقم الوضع.


ونقلت وكالة أنباء 'نوفوستي' الروسية عن ماكاروف قوله في المؤتمر الدولي 'عامل الدفاع المضاد للصواريخ في تشكيل مجال أمن جديد' في موسكو، إن روسيا قد تستخدم ما تنشره في جنوبها وشمال غربها من 'أسلحة ضاربة جديدة بما فيها صواريخ اسكندر الجاري نشرها في منطقة كالينينغراد، لتدمير منشآت الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا'.


وأضاف أن 'قرار الاستخدام الاستباقي للأسلحة المتوفرة سيتخذ خلال تفاقم الوضع، آخذين بعين الاعتبار طبيعة النظام الدفاعي الصاروخي المزعزعة للاستقرار'.


واعتبر أن الولايات المتحدة تذرعت بخطر قيام كوريا الشمالية وإيران بشن هجوم بالصواريخ، من أجل إنشاء الشبكة المضادة للصواريخ في أوروبا، وقال 'إننا إذ نقر بأن هذين البلدين ينفذان برامج صنع صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، خلصنا إلى استنتاج أن تسلح بيونغ يانغ وطهران بصواريخ بالستية بعيدة المدى تستطيع الوصول إلى قارات بعيدة مهمة يصعب تحقيقها إن لم تكن مستعصية التنفيذ في ظل العقوبات الدولية'.


وكان وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف قال في وقت سابق امس إن الحوار حول مشروع نشر الدرع الصاروخية المشتركة في أوروبا وصل إلى طريق مسدود، فيما أعلن ماكاروف ان بلاده و 'الناتو' لم يتجاوزا بعد نقطة 'اللاعودة'.


وقال سيرديوكوف بافتتاح المؤتمر الدولي، إن الوضع بشأن الدرع الصاروخية في أوروبا وصلت إلى 'طريق مسدود' لأن الأطراف لم تتمكن حتى الآن من إيجاد حلول مقبولة للجميع.


وأضاف أن 'الناتو' يخطط خلال قمته المقبلة في شيكاغو للإعلان عن التوصل الى مستوى الجهوزية العملياتية الأولية للدرع الصاروخية الأوروبية، وهذا يعني ان واشنطن وحلف 'الناتو' يخططان لمواصلة تطوير الدرع الصاروخية من دون الأخذ بالاعتبار القلق الروسي.


وقال 'الآن تقف بلداننا أمام معضلة إما اننا سنتمكن من تجاوز هذا الاختبار لقدرتنا على التعاون وان نقدم ردا مشتركاً على التحديات والأخطار الصاروخية الجديدة، أو اننا سنضطر لاتخاذ إجراءات عسكرية- تقنية تتناسب مع وتيرة تنفيذ الخطط (الأطلسية) في مجال الدفاع الصاروخي'.


وأشار سيرديوكوف الى ان روسيا لا تتفق مع الرأي القائل ان التوصل الى اتفاق بشأن الدرع الصاروخية مستحيل، مذكّراً بأن واشنطن وموسكو تمكنتا رغم كافة الصعوبات من عقد المعاهدة الجديدة حول تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية 'ستارت-2'.


بدوره دعا ماكاروف في المؤتمر، جميع الأطراف المشاركة بالحوار حول الدرع الصاروخية الأوروبية الى بذل أقصى جهودها للتوصل الى اتفاق، وشدد على ان روسيا و'الناتو' لم يتجاوزا بعد نقطة 'اللاعودة' بالحوار حول الدفاع الصاروخي، الذي يقول العديد من المسؤولين الروس انه وصل الى طريق مسدود.


وأشار ماكاروف الى ان القرارات والإجراءات التي تتخذها مختلف الدول بمجال الدفاع المضاد للصواريخ اليوم، ستظل تؤثر على الأمن والاستقرار في العالم خلال السنوات الطويلة المقبلة.


وقال انه يجب على الأطراف حالياً ألا ترتكب الخطأ بالإختيار بين مسارين وهما العودة الى المواجهة أو بدء التعاون على أساس المنفعة المتبادلة.


أما أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف، فقال إن العلاقات البناءة بين روسيا والناتو تعتبر حلقة متينة في بنية الأمن الأوروبي، وأضاف أن 'التاريخ العالمي يشهد بطلان محاولات دولة واحدة أو مجموعة من الدول لتعزيز أمنها على حساب أمن دول أخرى.. ويؤدي تصرف كهذا إلى زيادة التوتر ووقوع نزاعات والإخلال بنظام الأمن القائم'.


واعتبر باتروشيف أن تخلي الولايات المتحدة عن منح موسكو ضمانات قانونية لعدم استهدافها من قبل الدرع الصاروخية العالمية يضع الأهداف الحقيقية لهذه المنظومة موضع الشك، وقال 'إن كل الحوارات حول الضمانات تميل الى أقوال غامضة مفادها أنه 'فلنبدأ تعاونا عمليا سيكون بحد ذاته أفضل كفالة'، وإننا نعتقد ان المشاكل لا تحل بهذه الطريقة'.


وأضاف أن الشركاء في أية قضية يحسبون المصالح المتبادلة أولاً، ويتفقون على شروط التعاون ثم يباشرون ببذل جهود عملية، 'أما التخلي عن بحث هذه الشروط فيجعلنا نعتقد ان الهدف الحقيقي لمشروع الدرع الصاروخية قد يختلف عن المعلن'. واعتبر باتروشيف أن إنشاء درع صاروخية مشتركة هو حل أمثل للمشكلة قائلاً إن 'الحل الأمثل هو وضع مشترك لفكرة بنية الدرع الصاروخية الأوروبية من شأنه ان يعزز أمن كل الدول الأوروبية من دون استثناء ويتصدى بشكل متكافئ لأخطار محتملة ولا يخل بالتوازن الإستراتيجي'.


ورأى أن إنشاء مثل هذه الدرع الصاروخية يعتبر أمرا ممكنا مع شرط وجود الإرادة السياسية.


ولفت إلى أن الجانب الروسي كان يعرض أكثر من مرة على 'الناتو' آليات مختلفة للتعاون على قدم المساواة، مشيراً إلى أن هذه الآليات تقتضي بصورة خاصة استخدام المعلومات الواردة من الرادارات الروسية وتفعيل الوسائل النارية التابعة للدرع الصاروخية الروسية إذا اقتضى الأمر، مضيفاً ' لم يبد شركاءنا أي اهتمام باقتراحاتنا'.

اقرأ المزيد :




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Syria - Find me on Bloggers.com