5/17/2012 08:47:00 ص
Zeeeeeen6
أكد الرئيس بشار الاسد أن الأحداث في سورية "جزء من حرب الغرب الذين يبحثون دائما عن دمى لهم و لم تسمح سورية لأحد بأن يجعلها دمية له في أي مسألة كانت".
.
وقال في حديث لقناة "فيستي 24" التلفزيونية الروسية: "عندما تكون بلادك في موضع استراتيجي مهم وتطل على البحر الأبيض المتوسط وتمر بها جميع الطرق من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق، فستمسك مثل هذه الحرب حتما. ولكن الأمر ليس فقط في وجود الغاز، ولكن أيضا في دور بلادنا في المنطقة. إنه دور استراتيجي. وهم (الغرب) يحاولون باستمرار تهميش نفوذ سورية وتقليصه داخل حدودها. لكنه أمر مستحيل، وسيبقى نفوذنا أوسع دائما".
و واصل الاسد قوله: "إن الحروب من أجل النفط والغاز أمر واقع حقا. وهي تجري حاليا في آسيا الوسطى، مثلا، على الحدود الجنوبية لروسيا، وفي بعض المناطق الأخرى".
و نص اللقاء كاملا :
أشكركم فخامة الرئيس على هذا اللقاء.. دعونا نبدأ بالأهم وهو الانتخابات البرلمانية... ماذا وراء اعتبارها خطوة مهمة في العملية السياسية، وما تقييمكم لنتائجها؟
بالطبع هي خطوة مهمة لأنها جزء من الإصلاحات التي بدأنا إجراءها قبل نحو عام.. تعكس مراكز الاقتراع رأي الشعب، وهي رسالة جدية بالنسبة للجميع داخل بلادنا وخارجها على حد سواء، مفادها أن الشعب السوري لم يخف من تهديدات الإرهابيين الذين حاولوا إحباط الانتخابات أو إرغامنا على التخلي عن إجرائها.. وتدل نتائجها على أن الشعب السوري لا يزال يدعم نهج الإصلاحات التي أعلنّاها قبل عام تقريبا، ومعظمه يدعم النظام السياسي القائم. من هنا تأتي أهمية هذه الانتخابات البرلمانية.
يقول بعض المعارضين ومنهم قدري جميل إن الانتخابات لم تكن شفافة، وهم يتوعدون بالخروج من البرلمان. ما رأيكم في سبب ذلك؟
أمر طبيعي أن يكون لكل شخص وجهة نظره إزاء كيفية إجراء الانتخابات. من الأرجح أنهم غير راضين من قانون الانتخابات ذاته. لكن بإمكاننا أن نناقش هذا الموضوع معهم فيما بعد.
دعا المجلس الوطني السوري في الخارج إلى مقاطعة الانتخابات. من هم هؤلاء الأشخاص؟ وهل يجوز اعتبارهم معارضين؟
أن يدعو أحد إلى مقاطعة الانتخابات بمثابة دعوة إلى مقاطعة الشعب. كيف يمكنكم أن تدعوا إلى مقاطعة الناس الذين تعتبرون أنفسكم ممثلين عنهم؟ لذلك لا أعتقد أن لهؤلاء الأشخاص وزنا ما داخل سورية.
لكن لديهم الجيش الحر الذي يحمل أفراده السلاح ويقاتلون هنا في سورية.. هل منهم أجانب أو كلهم مواطنون سوريون؟
بداية، ليسوا بجيش.. وليسوا بأحرار، فالسلاح والتمويل يأتيان إليهم من الخارج ومن بلدان مختلفة. بالتالي ليسوا أحرارا بالمرة. هؤلاء شرذمة من مخالفي القانون صدرت أحكام ضدهم بتهم مختلفة. ومنهم متطرفون دينيون من طينة القاعدة. وأنا لا أقصد هنا هذا التنظيم فحسب، بل نمط التفكير،،، أقول إنهم يشاطرونه نمط تفكيره المتطرف الإرهابي نفسه. كما أن هناك مرتزقة أجانب منهم من تم إلقاء القبض عليه ونحن نخطط لعرضهم للعالم. ومنهم من قُتل. لم نكن نتحدث عنهم من قبل، لأنه لم تكن لدينا وثائق تثبت جنسياتهم الأجنبية. كان من السهل قول ذلك انطلاقا من شكلهم الظاهري لكن ذلك غير كاف لإعلانهم أجانب. أما الذين ألقي القبض عليهم فهم مرتزقة من دول مختلفة، وبخاصة العربية منها.
تتوفر معلومات لدى الاستخبارات الروسية تدل على أن للجيش الحر مراكز تدريب في كوسوفو، وأن مفاوضات تجرى حاليا حول قيام المسلحين بالاعتراف باستقلال دولة كوسوفو بعد وصولهم إلى الحكم مقابل الدعم الآتي من كوسوفو حاليا.
لا أدري هل هم مسلحون أو أشخاص آخرون لكننا نملك معلومات تشير إلى أن مجموعة من المعارضين السوريين ـ أو بالأحرى الذين يدعون أنهم من المعارضة ـ زاروا كوسوفو للاستفادة من خبراته في تنظيم تدخل خارجي وكيفية استدعاء قوات الناتو إلى سورية. نعم، نملك هذه المعلومات ونحن واثقون من صدقيتها.
قالت تركيا دائما إنها تريد إحداث منطقة عازلة في سورية على الحدود بين البلدين تكون تحت سيطرة القوات التركية وتضم مراكز تدريب مماثلة. أردوغان يعتقد أن انهيار النظام السوري قريب. لكن لماذا؟ وما هي المصالح التركية، في ضوء هذه التصريحات؟
ليس لديهم أي مصالح. ووفقا لمعلومات نحصل عليها من أشخاص آخرين ذوي وزن في الأوساط السياسية التركية، والذين ما زلنا على علاقة وثيقة معهم، ليس للأتراك مثل هذه النوايا. لبعض الزعماء السياسيين الأتراك قوة خيال مفرطة. لكن معظم الذين التقيناهم أثناء الأزمة يعلمون جيدا حقيقة الوضع في سورية بإيجابياته وسلبياته. فهم يدركون أن أي حالة متأزمة في المنطقة ستنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على الوضع في تركيا نفسها. الفوضى والإرهاب.. كل هذا سيكون من نصيب تركيا وأي بلد آخر، لأن جميعنا جيران. وهم يدركون ذلك تمام الإدراك. لكنني أعود فأقول إن بعض السياسيين من يتخيل كثيرا ويعتبر نفسه ذكيا. يمكنك أن تكون ذكيا وأن يكون لديك أفضل أجهزة الكمبيوتر وفيه الشريحة الإلكترونية الأكثر تطورا. لكن إذا كان في هذا الجهاز نظام تشغيل سيء، فمن غير المجدي أن ينتظر منه عملا جيدا.
فيما يتعلق بدور فرنسا.. هل يمكن أن تتغير سياسة هذه الدولة بعد مجيئ رئيس جديد إلى الحكم هناك؟
أنا أعتقد أن دور أي رئيس دولة يتلخص في العمل من أجل خير بلاده ومصالحها. والسؤال هو ما الذي اكتسبته فرنسا من السياسة التي مارستها على مدى عام تجاه سورية أو ليبيا أو أي بلد آخر؟ فيما يتعلق بفرنسا فهي كما تعلمون شاركت في الهجوم العسكري على ليبيا وهي تتحمل مسؤولية مقتل مئات بل آلوف من الليبيين. في كل حال من الأحوال، فما تشهده المنطقة حاليا من فوضى وإرهاب سيؤثر سلبا على أوروبا لقربها من منطقتنا. يمكن اعتبارنا جيرانا جنوبيين لأوروبا. أنا آمل أن يفكر الرئيس الفرنسي الجديد في مصالح بلاده، إذ باعتقادي ليس من مصلحتها أن تواصل تأجيج نار الفوضى والأزمة في الشرق الأوسط وفي العالم العربي بأسره.
وماذا يريد الفرنسيون؟ ماذا وراء إصرارهم على تغيير النظام في سورية؟
قد يكون السبب هو اختلاف موقف سورية في كثير من القضايا عن مواقفهم. ومنها على سبيل المثال ملف البرنامج النووي الإيراني، أو القضية الفلسطينية وحركة المقاومة في منطقتنا. لدينا موقفنا المستقل من كل هذه القضايا.
فيما يخص تهريب الأسحة يقال إن إدخالها يتم عبر حدود سورية مع العراق ولبنان والأردن. هل تغيرت مواقف هذه البلدان منذ بداية الأزمة، علما أنها في البداية كانت تتغاضى عن تهريب الأسلحة؟
دعونا نبدأ بلبنان.. من المعروف أن السلطات اللبنانية احتجزت مؤخرا سفينة تنقل السلاح فصادرته. كان الجزء الكبير منه، بما فيه الصواريخ المضادة للطائرات، يأتي من ليبيا. وفقا لمعلوماتنا فإن الحكومة اللبنانية على علم بالتهريب. لكن في الحقيقة لا أحد يستطيع هنا أن يسيطر على حدود بلاده، وسورية شأنها شأن أي دولة أخرى. لا يمكنكم أن تغلقوا الحدود بهدف وقف التهريب، وإن كان بإمكانكم تقليص حجمه. حتى الآن كانت الحصة الكبرى من الأسلحة تأتي إلينا من لبنان وتركيا. لكن ليس لدينا أدلة تثبت أن سلطات هاتين الدولتين ساعدت في الماضي على التهريب. في الآونة الأخيرة تحاول السلطات اللبنانية والأردنية مكافحة هذه الظاهرة. لا أريد أن أقول أن موقف هذه الدول شهد تغييرا ما، إذا أخذنا بعين الاعتبار التطورات في سورية وليبيا والبلدان الأخرى. لكن سلطات هذه البلاد ترى بوضوح أن ذلك ليس ربيعا بل هو فوضى. سبق لي أن قلت: إذا زرعتم الفوضى في سورية، قد تصبح هذه الفوضى عدوى تصيبكم... وهم يدركون ذلك.
إذن تركيا تدعم المعارضة؟
نعم، الدعم السياسي موجود. هناك ساسة ومؤسسات سياسية معينة تقوم بذلك، أما الآخرون فليس لدينا أدلة تثبت أنهم يدعمون المعارضة. لكن ندرك جيدا أنهم قد يتغاضوا عن نشاطاتهم وعن عمليات تهريب.
تقصدون الأسلحة والمال؟
أي شيء.
قيل إن أعدادا كبيرة من الليبيين تراكموا على الحدود مع الأردن وإن ثمة خطر شن ضربة صاروخية ضد مدينة درعا من هناك..
ليس ثمة معلومات محددة حول تلك الأمور. كلها إشاعات ومنها ما يضخم المشكلة. كما يتم نشر بعض الإشاعات عمدا بهدف الترهيب. أما بعضها فتمثل أمنيات مضخمة لبعض الناس.
لننتقل إلى قطر. من المعروف أنها تريد توسيع نفوذها في الأسواق الأوروبية، وكانت لديها خطط لبناء خط لأنابيب الغاز. هل يمكن أن يكون ذلك هو المشكلة بين قطر وسورية؟
ليس لديّ أي فكرة حول هذا الموضوع فلم نتحدث مع قطر أبدا حول الغاز. وحتى في مرحلة العلاقات الطيبة بين بلدينا لم نناقش هذا الموضوع أبدا. كانت سوريا دائما تقدم أراضيها لنقل النفط والغاز من العراق وإيران إلى البلدان المتوسطية. أو من دول الخليج إلى تركيا والبلدان الأوروبية. موضوع نقل النفط والغاز ناقشناه مع كل من تركيا وأذربيجان والعراق والأردن، لكننا لم نناقشه مع قطر.
في الماضي كان هناك من يتحدث عن حروب نفطية، والآن يتحدثون عن حروب من أجل الغاز. هل يمكن القول إن سورية أصبحت مسرحا لحرب من نوع جديد هو الحرب من أجل الموارد الطبيعية؟
عندما يحتل بلدكم موقعا مهما من وجهة النظر الاستراتيجية ولديكم منفذ إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط وتمر كل الطرقات من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب عبر أراضيكم، ففي هذه الحالة أي حرب من أجل الموارد ـ إذا حصلت ـ ستمس بكم لا محالة. لأن الأمر لا ينحصر في الغاز، بل هناك شيء مهم آخر هو موقفنا ودورنا في المنطقة. إنه دور تاريخي يحاولون باستمرار التقليل من أهميته وتقليص وزن سورية إلى حجم حدودها. لكن ذلك أمر مستحيل فدورنا سيكون أوسع من ذلك دائما. الحروب من أجل النفط والغاز شيء محتمل، فهي حروب قد بدأت في آسيا الوسطى، وعلى حدود روسيا الجنوبية وفي مناطق أخرى. أما سورية فهناك عامل آخر يجب أخذه في الحسبان.
إذا لم تكن هذه حربا من أجل الغاز فلماذا سورية، ولماذا في هذا الزمن بالذات؟
لأنهم يبحثون دائما عن دمى لهم ـ وأنا أقصد الدول الغربية. لم تسمح سورية لأحد بأن يجعلها دمية له في أي مسألة كانت... حاولوا ذلك مرارا وها هم يواصلون محاولاتهم.
وماذا تريد السعودية. هل لها المطامع نفسها؟
لم نتحدث معهم أبدا لأنهم أعطوا لنا نصائح حول طرق بناء الديموقراطية في سوريا وكيف عليها أن تعمل فقط. ولكن هذا الشيء مضحك.
كنا في حمص مع مفارز الشرطة وأصبحنا شهود عيان على تعرضها لاعتداءات مجموعات مسلحة. هل أصبح الوضع في البلد هادئا بعد وصول المراقبين الأمميين؟
نعم ولكن من جهة واحدة وهي المواجهة المباشرة. نحن غيرنا مناطق تمركز قواتنا ولكن عدد الهجمات الإرهابية ازداد كثيرا عما كان عليه في بداية الأزمة. أعتقد أنك في صورة التفجير الانتحاري الأخير في دمشق حيث سقط العشرات من الأهالي المسالمين وجرح مئات آخرون. لم يتحسن الوضع من هذه الناحية.
لكن من أي جهة تحسن الوضع؟
أعتقد أن سقوط الأهالي المسالمين هو أكثر شيئ مروع يمكن أن يحدث. الآن بدأوا يقتلوا أعداد أكبر من المدنيين... معلمون وأساتذة وزعماء قبائل أولئك الذين ليس لديهم أي شأن في السياسة كما يحاولون إشاعة جو من الفوضى. ولكن خطة كوفي عنان لا تتلخص في إيقاف هذا العنف فقط بل وعليها أن تساعد الناس على العودة إلى منازلهم التي أجبرهم الإرهابيون على مغادرتها. كما على هذه الخطة وضع حد لتهريب الأسلحة والأموال للإرهابيين. عليها أن تمارس الضغط على بلدان أخرى ومحاسبتها عندما تصرح بشكل سافر أنها ستؤيد الوضع المتوتر في سوريا. هذا هو دور هذه الخطة التي لا تتطرق إلى عنصر واحد... لا تتطرق إلى الإرهاب فقط وللمواجهات اليومية.
هل توجد هناك نتائج ما لعمل هذه البعثة؟
إنهم يتكلمون عن العنف فقط،،، ولكن عن العنف من جانب الحكومة ولم ينطقوا بكلمة واحدة حول الإرهابيين. نحن في انتظار السيد عنان ليأتي إلى سوريا هذا الشهر وسأسأله عن هذا الأمر.
اتخذ الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية جديدة ضد سوريا. من يتأثر بها أكثر... المسؤولون الإداريون أم الناس البسطاء؟
يتأثر بها الناس البسطاء وليس الحكومة. بالطبع هي أثرت على اقتصاد البلاد حيث إذ واجهت سوريا صعوبات كثيرة جدا. ولكن عندما يتكلمون عن تطبيق المقاطعة على سوريا يقصدون بها المقاطعة من جهة البلدان الغربية. لدينا علاقات رائعة مع معظم بلدان العالم ما عدا الغرب. ولهذا بإمكاننا إيجاد البدائل. لا تقتصر الدنيا على الولايات المتحدة وأوروبا. نحن نجد حلولا بديلة تساعدنا في تجاوز هذه الصعوبات. بإمكاننا دعم الأعمال الحرة الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر محور ارتكاز لاقتصادنا. من الصعب التأثير على الزراعة بواسطة العقوبات.
هل وقعتم في أخطاء ما خلال السنة الماضية؟ لو صحت لكم الفرصة في التغيير ما الذي تريدون تغييره؟
نحن جميعا نقع في أخطاء لأننا جميعنا بشر. وكلما اجتهدنا أكثر تزداد أخطاؤنا. ولكن يوجد هناك فرق بين الأخطاء والفشل. عندما تعمل في القطاع الاجتماعي أنت تواجه قضايا ملايين من الناس ومشكلات حياة المجتمع. من المستحيل أن تتوافق قراراتك مع مصالح الجميع وأحيانا تضطر لتغيير القرارات. ولكن في حال الحديث حول الأخطاء أقول إنه من المستحيل البحث عنها أثناء الأزمة. لن تتمكن من أن تبقى موضوعيا بغض النظر إذا كنت تتكلم أنت عن نفسك أو غيرك يتكلمون عنك. بالطبع عندما تتكلم عن نفسك لن تكون موضوعيا أبدا. ثانيا الرأي العام فيما بعد سيساعدك في إيجاد مكان وقوعك في الخطأ حينما لم تكن على حق. ثم سيكون بمقدورك أن تناقش خطواتك. أما الآن وصلت أزمتنا إلى أوجها. لم نتخلص من هذا الوضع. ولهذا فلنتحدث عن الأخطاء فيما بعد.
هل تعتقد أن مثل ذلك الدعم لحزب البعث في البرلمان يدل على أنك أخطأت قليلا؟
إن هذه النسبة هي أكبر نسبة منذ إنشاء البرلمان عام 1973. ونحن حققنا هذا الفوز من دون أي دعم دستوري. هذا يدل على شعبيتنا الحقيقية في سوريا. نحكم منذ 50 عاما. البعث ليس حزبا جديدا فهو أسس عام 1947. ومن الطبيعي أننا ما زلنا أقوياء. ولا يتلخص جوهر ذلك في أخطاء ما.
توجد هناك ناحية واحدا تخسر سوريا فيها. اعترف وزير الإعلام أمامنا بأن سوريا خسرت الحرب الإعلامية. لماذا حدث ذلك وما عليكم العمل في هذا الموضوع؟
لا نستطيع تحقيق الفوز في هذه الحرب. من الأهم بالنسبة لنا تحقيق الفوز في الحياة الواقعية. وسائل الإعلام من الممكن أن تشكل صورا خيالية ولكنها تتبدد بعد فترة قصيرة من الزمن. الواقع هو ما يبقى بعدها. تغلبوا علينا في بداية الأزمة حينما فبركوا حكايات وروجوا أكاذيب. ولكن مع مرور الزمن تغير كل شيء لأن الواقع يختلف عما تتحدث عنه وسائل الإعلام هذه. لا تقدر وسائل الإعلام على الواقع إذا أخذنا الموضوع على مدى زمني بعيد. ونحن نعتمد على الواقع. هذا أولا. من جهة أخرى حاولنا إيصال وجهة نظرنا إلى صحفيين من بلدان مختلفة مع أننا لم ننجح في هذا الأمر دائما لأنهم يقاطعون سوريا ويرسلون إليها صحفيين بإمكانهم نقل تلك الأكاذيب نفسها بشكل مضمون. كذلك كانت الأمور في بداية الأزمة. نحن بذلنا كل ما في وسعنا. ولكنني أريد أن أشير مرة أخرى إلى أنه علينا التركيز على الواقع وليس على ما تنقله وسائل الإعلام.
ألا تتأثرون بصفتكم إنسانا عاديا بكل هذه الأكاذيب المروجة عن حضرتكم و السيدة قرينتكم (السيدة الأولى)؟
كل ذلك أكاذيب وافتراءات واتهامات كاذبة. من الممكن أن تطلق عليها أي اسم كان. كلها فقاعات صابون حياتها قصيرة.. إذا كنت تعيش في العالم الواقعي فأنت لا تنتبه بكل ذلك.. إن هدفهم هو تشغيل اهتمامكم بوساطة هذه الاتهامات، وإن كنت لا ترد عليها فالفائدة مزدوجة: فهم بدلا من أن يزعجوكم يزعجون أنفسهم ولأصدقائهم. مع مرور الزمن يبدأون يصدّقون أكاذيبهم ورؤيتهم للواقع تتغير. ولذا فهم يتخذون قراراتهم اللاحقة بناء على الأكاذيب، دون أن يخسروا مع ذلك.. أذكركم بأننا لا نحاول دحض هذه الاتهامات، إنما نلزم الصمت. كثيرون هم الذين يسألوننا: لماذا لا تردون على الاتهامات؟ لماذا لا تقولون إنها كلها أكاذيب؟ أما نحن فنقول: إنه أمر جيد.. دعوهم يفكرون هكذا. في يوم من الأيام سيعلم الناس أن كلها أكاذيب. أما الآن فنستفيد أكثر من موقفنا الراهن. أما أنا شخصيا فلا أبالي أطلاقا بما يقولون.. لكنني أتحدث عن كيفية الاستفادة من هذه الاتهامات سياسيا.
ما هي رؤيتكم لمستقبل سورية وطبيعة الخطوات اللاحقة؟
سيكون لدينا برلمان جديد، كما نخطط لإطلاق حوار مباشر مع مختلف الأحزاب والزعماء السياسيين في سورية. سنواصل الإصلاحات. في إطار الحوار الذي يمكن تسميته حوار وطنيا سنناقش كل قانون سنناه أثناء الأزمة، بل وربما سنناقش الدستور ذاته. تلك هي خططنا. والأهم هو الحكومة التي سيدار داخلها الحوار بين مختلف التيارات السياسية.
قالت وزارة الخارجية الروسية مرارا إن الإصلاحات في سورية تسير بوتيرة بطيئة جدا. ما الذي يفسر صعوبتها البالغة؟
عندما زار وزير خارجيتكم سورية لم يقل لي هذا الكلام. لكن عندما نتحدث عما هو مبكر أو مناسب، يجب علينا أن نحدد ما هو الوقت الصحيح. الآن تمثل مشكلة الإرهاب أهم المشكلات في سورية. البعض يتصور أنه لو قمنا بإصلاحات من قبل لكان الوضع أحسن مما هو عليه الآن. لكن ذلك غير صحيح، وهذا لسبب واحد هو أن الإرهابيين لا يهتمون بالإصلاحات. فهم لا يقاتلون من أجلها، إنما يقاتلون من أجل الإرهاب. عاشت بلادكم هي الأخرى أعمالا إرهابية ولم تكن هي الأخرى من أجل الإصلاح. لذا فيما إذا نقوم بإصلاحات مبكرا أم مؤخرا أو في وقت مناسب.. يعتبر كل ذلك موقفا غير موضوعي. من الذي يحدد الإطار. كثيرون هم السوريون الذين يعتبرونها مبكرة. وضعنا الدستور الجديد واتخذناه خلال أربعة أشهر فقط. إنه مدة قصيرة جدا غير كافية لإعادة النظر في جميع الأحكام ومناقشتها. عادة ما تتطلب هذه العملية ما بين ستة أشهر وعام كامل. الأهم هو التمييز بين قضية الإرهاب والحياة السياسية للبلاد. النهج السياسي لن يخلصنا من ظاهرة الإرهاب. لذلك فالمواعيد ليس لها دور. ثمة إرهابيون ولا بد من محاربتهم.
ما رأيكم في سبب دعم روسيا والصين لكم؟
لا تدعمانني أنا كرئيس سوري، ولا تدعمان النظام القائم ـ وأنا لا أحب هذه العبارة، لأننا دولة دستورية. إنما تدعم هاتان الدولتان الاستقرار في منطقتنا، كما أنهما تدركان جيدا الدور الجيوستراتيجي لسورية. فمن دون الدعم ستقع المنطقة في حالة الفوضى التي قد تنتشر إلى مناطق أخرى بعد سورية. بالتالي فليست سورية وحدها هي في الأمر بل يدور الحديث عن الاستقرار الدولي.
أشكركم شكرا جزيلا على هذا اللقاء الممتع. ولا يسعني سوى أن أتمنى لكم التوفيق وإحلال السلام في سورية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق