09‏/04‏/2012

أسرار العملية الأمنية: اجتثاث رأس الأفعى.. الجزء الثاني



بدأت الاحداث في سورية مع منتصف شهر آذار واتخذت طابعا تمثيليا بناءً على تظاهرات اعُد لها بشكل محكم وتم ترتيب المظاهرات وفق مبدأ قتاليا ولم يكن يوما عفويا أوشعبيا وانما تم اخراجه وفق هذه التسميات ولدى سؤال من خرج بالتظاهر في درعا الجمعة الاولى قال انه خرج احتجاجا على المحافظ وعلى رئيس فرع الامن السياسي واتهم الامن السياسي بتأجيج التظاهر لقيامه بتعذيب الاطفال وتبين لاحقا كذب كل هذه المعلومات فالامن السياسي لم يعتقل الاطفال ولم يقلع اظافرهم لاهو ولاغيره . اذا البداية بداية قتالية تتدرج وفق تنظيم محكم تقوده قناة "الجزيرة " التي توجه رجال الدين ورؤساء التنسيقيات الذين اتبعوا دورات تضليل اعلامي في بيوت القنوات التضليلية "الجزيرة ،والعربية، وبردى ،وفرنس 24". مايسمى بالحراك الشعبي هو الحراك الذي تم تسويقه من قبل تلك القنوات وكان معظم المنفذين هم اصحاب سوابق أواشخاص حصلوا على قروض مالية كبيرة من الدولة أوحراميي الوظائف ...الخ لم يكن هناك حراك بريء على الاطلاق بل كانت هناك حالات فساد وضعف ادارة كبيرة استغلت لكتابة الشعارات فقط فمن تظاهر لم يكن متضررا بل كان مستفيدأ من الفساد والهدف هو زيادة التضليل لإضفاء شرعية على التظاهر عله يستقطب اكثرية من الناس وهذا لم يحدث على الاطلاق فكل التظاهرات كانت تُعهد الى اشخاص يجمعون حولهم اعداد معينة ويكبرونهم بتضليلهم وقد اصبح هذا الامر معروف حاليا. نعود الى الازمة: اذا كان الحراك ليس عفويا ولايحمل مطالب محقة ولو انها بالظاهر محقة ولكن من يحملها كمن يحمل راية الحق ويريد بها الباطل ولأن من تظاهر لايعرف مطالبه كونه يعمل موظفا بمهنة متظاهر فلايعنيه تحقق المطالب أوعدمه ,هذا تم التأكد منه من خلال تنفيذ الحكومة للمطالب التي رفع راياتها المتظاهرون ولكن التظاهر لم يتوقف وهذا مادفع المغرر بهم للتساؤل عن سبب استمرار التظاهر وطبعا تم معاقبتهم من قبل المتآمرين. قرار القيادة: بعد ان تأكدت القيادة من صحة استقرائها للحدث قررت التعامل مع الاحداث بالتجزئة من خلال التركيز على الحدود المجاورة " الاردن ، لبنان ، تركيا، العراق" و كانت الاردن تشكل الجانب الاخطر لقربها من عرب البعير المحتلين لبلاد الحجاز والذين يستجلبون التكفيريين الوهابيين ويعلفونهم ويرسلونهم الى سورية ،وايضا لأن الحدود قريبة من اسرائيل. صِيغَ التوجه العام للقيادة على النحو التالي: ـ البلاد في حالة حرب يراد لها ان تنتهي بسرعة من قبل الاعداء لذلك يتم تكثيف كل انواع الضغوط "الاعلامية ، العسكرية ،السياسية" ـ رد سورية على الرسائل السرية بالانخراط مع النهج الامريكي في المنطقة كان الرفض المطلق مهما كانت النتائج عملا بمقولة الرئيس الاسد "ان كلفة الخراب أكبر بكثير من كلفة الحرب" ـ الجيش هو المستهدف الاول لذلك يجب تأخير ماأمكن التدخل المباشر والشامل. *صدر القرار بإعلان الجاهزية الكلية للجيش ولوحدات الامن .* تفاقم الاحداث وتسارعها. امريكا تعتبر ان سقوط سورية مرهون بالشهر الاول فإما ان تسقط وإما ان تنجح بالبقاء لذلك اعطت الاوامر لأدواتها بأن تستخدم الطاقة القصوى في الحراك واستخدام كل الامكانيات المادية والتكنولوجية. أحداث درعا: توفرت لدى القيادة معلومات مؤكدة عن تواجد حوالي 700 ارهابي ممن تم اطلاق سراحهم من المعتقلات العراقية من قبل الاحتلال الامريكي وهم ينتمون الى تنظيم القاعدة في مناطق محاذية للحدود مع الاردن. كان لدى القيادة قناعة مؤكدة بأن امريكا ستحاول ادخال هؤلاء الى سوريا ولكن المفاجأة اتت بسرعة ففي اللحظة التي كانت الحكومة تفاوض ممثلي من تظاهر "الشيخ الكذاب الصياصنة ..واتباعه" دخل هؤلاء خلسة وقد تبين لاحقا بأنهم دخلو عن طريق النفق الذي يصل الحراك بالحدود الاردنية. اتخذت القيادة قرار بالتدخل السريع وفعلا استفاقت درعا في اليوم الثاني على هدير الدبابات وقعقعة السلاح واستطاع الجيش السوري ان يقضي على هؤلاء الارهابيون ويحرر المدينة منهم. بنية المخطط الامريكي: كان الهدف الامريكي تكثيف الحجم العسكري في منطقة ما يصعب على الجيش السوري تطهيرها ثم يقوم بتأمين اسلحة ثقيلة للمسلحين وتبدأ مرحلة اللاعودة وعندها يبدأ حياكة التدرج في تقسيم سوريا، ولأن المخطط مكشوف لدى القيادة تم التنبه الى ان الفشل في مكان من قبل الاعداء لايعني التراجع وبدأت الاستعدادات لتحصين الحدود الاخرى ، وكما ان السوريون كشفوا المخطط كذلك الامريكيون عرفوا ان التعاطي مع سوريا يحتاج الى الكثير من النباهة وعرفوا مخطط القيادة فسارعت امريكا بالايعاز لعملائها بالتصدي لأي تحرك للجيش وهذا ماحدث عندما تحرك الجيش باتجاه بانياس وبدأت المعركة المعلنة فالمخطط الامريكي كان يستند الى اربعة مناطق امنية هي" درعا ، بانياس وتلكلخ، ادلب، دير الزور" كان الامريكي يضغط بشكل كبير لتثبيت اي نقطة امنية والنجاح بها ثم تطوير الانطلاق باتجاه الاخرى ، وكان قد حشد الكثير من الخبراء والعملاء ورجال الاستخبارات . في بانياس كانت امريكا تراهن على صمود بانياس وان القيادة السورية لاتستطيع ادخال الجيش خشية انشقاقه ، تم ترتيب بانياس على ان تقود المنطقة الساحلية وقد تم تأمين غرفة قيادة عملياتيه تتصل بالاقمار الصناعية العسكرية الامريكية ووضع الكثير من الخبراء ورجال السي اي ايه ،وهناك ايضا كان الكثير من نعال امريكا كالحريري سعد وغيره. معركة بانياس والحرب على المكشوف: تم رصد التحركات المريبة للاسطول الالماني في موازاة الشاطىء اللبناني وتبين ان هناك قيادة مباشرة للارهابيين من قبل الناتو ، قررت القيادة اظهار القدرات العسكرية السورية بشكل رادع وتم تنفيذ عملية نوعية تداخلت فيها كل صنوف الاسلحة والتقنيات العالية التي توصل اليه العلم الحديث واستطاعت القوات المختصة ان تحرر بانياس خلال ست ساعات دون ان يسقط شهيد من حماة الديار وتم طرد سفينة التجسس الالمانية من المنطقة والقي القبض على الحريري الصغير " طبعا كانت سياسة الصفقات مسيطرة على السياسة في سوريا وتم توقيع صفقة " تعهد من خلالها الثعلب جنبلاط بالخروج من تحالف الحريري وتعهد الحريري ان لايدخل لبنان لمدة خمس سنوات ...الحمد لله سقطت سياسة الصفقات الآن". امريكا توبخ تركيا وعرب البعير.: اعتبرت امريكا ان معركة بانياس افقدتها المنطقة الامنية الثانية بعد درعا واصبح مخططها ضعيف فأرسلت فيلتمان رجل المخابرات الى كل من تركيا وقطر والسعودية وحملتهم مسؤولية الفشل الذي يحدث في سوريا . قررت تركيا بدأ تشغيل المنطقة الامنية الثالثة وهي محافظة ادلب وجهزت كل المسلحين والاسلحة لكي تعلن مدينة ادلب مستقلة وتم التنسيق مع حلف الناتو لتوريط سوريا باستخدام الطائرات ومن ثم بناء المجازر واتهام الحكومة بذلك. القيادة كانت ترتب كما اسلفنا تجزئة الحل واستمهال الحسم بغية تحقيق أكبر كمية من الخسائر في صفوف عملاء امريكا وهذا يخفف من خسائر الجيش فرأت انه من المناسب تأمين خطوط التحرك بين المنطقة الشمالية والجنوبية "دمشق وحلب" وكانت هناك عقبة هي مدينة الرستن وهذه تحوي الكثير من رجال الاعمال المرتبطين بالسعودية وايضا هناك تجار اسلحة يحميهم اشخاص في القيادة الامنية والعسكرية فبدأت القوات بعملية امنية في الرستن استطاعت من خلالها ان تخفف من قوة المسلحين وان تؤمن الطريق الدولي بنسبة 80% وتم توزيع القوات على جانبي الطريق . في ذلك الوقت وجدت امريكا وحلفائها ان الوقت مناسب وقامت بتصفية مفرزة الامن في جسر الشغور وارتكاب المجزرة الشنيعة التي خلفت أكثر من 200 شهيد . انتظرت تركيا وامريكا تصرفا انفعاليا من القيادة وكانت تتوقع قصف طيران حيث هيئة المخيمات والمسلحين الذين أومروا بأن يجبروا الناس على النزوح الى تركيا، واتفقت تركيا مع حلف الناتو على انها ستقوم بإقامة منطقة عازلة اذا تجاوز النازحين 200000 شخص وعندها يحق لها اعلان الحرب على سورية بحجة تهديد الامن القومي.تداركت القيادة السورية الحدث وقامت بالتحرك السريع "تحركات عدة الوية مدرعة وافواج من الوحدات المجوقلة " بإتجاهين اللاذقية وحلب واستطاعت قيادة القوات ان تؤمن مناورات متميزة للقوات كان من نتيجتها الانتشار الواسع والسريع لحوالي 20000 جندي مع الياتهم الثقيلة على الحدود التركية خلال 48 ساعة وكان هذا العمل بمثابة الضربة القاصمة لمخطط المنطقة العازلة لأن وحدات الجيش منعت المسلحين من اجبار الاهالي على النزوح وبدأت بتطهير المنطقة فكان ذلك خلال ثلاثة ايام وانتهت بذلك المنطقة الامنية الثالثة بالنسبة لأمريكا واذنابها. جن جنون المستعمر الامريكا وبدأ الضغط بكل اشكال الضغوط الاعلامية والسياسية واستخدم مايسمى بالمنظمات الاقليمية "الجامعة العربية "والمنظمات الدولية كمجلس الامن وبدأت البيانات تصدر من كل حدب وصوب لقد بدأ انهيار المخطط الامريكي ماثلا امام اعين الغدر. القيادة السورية رأت ان المنطقة الرابعة مازالت ضمن المخطط فقررت ان تبدأ بها قبل ان يبدأ الاخرون وفعلا استطاعت قوات الجيش العربي السوري ان تقضي على الجسم الاكبر للمسلحين. اعادت رسم الخارطة التآمرية سورية القيادة سورية الاسد اصبحت أكثر اطمئنانا وأكثر قوة ولكنها تعرف ان امريكا تقامر بوجودها في المنطقة اذا لن تكل ولن تمل. بدأت ضغوط سياسية واقتصادية كبرى وبدأت كل اشكال التزوير في المنظمات الدولية أو العربية.

اقرأ المزيد :




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Syria - Find me on Bloggers.com