26‏/04‏/2012

امتحان صعب ينتظر الديمقراطية التركية في الأول من أيار

http://www.arabi-press.com/userfiles/somar.jpg
تحتدم الأمور دوماً في الأول من أيار في تركيا، وخاصة عندما يصل الموضوع إلى ميدان "تقسيم" في اسطنبول. ولذلك جذور قديمة تعود إلى الأول من أيار عام 1977 عندما قام العمال بمظاهرة ضخمة فيه للمطالبة بحقوقهم الاجتماعية والسياسية في تلك الأعوام الحمراء. وفوجئوا باطلاق نار عشوائي من فندق "انتركونتيننتال" قتل منهم أربعة وثلاثين عاملاً وجرح مائة وستة وثلاثين، وفوجئوا أكثر بقوى الأمن التي هاجمتهم وليس مصدر النيران. ومن يومها لم يصفو الود بين إحدى أشرس نقابات العمال، وهي اتحاد نقابات العمال الثوريين DİSK، والنظام الرسمي. خاصة وأن العمال كانوا السباقين في مناهضة سياسة الارتهان لأميركا منذ عام 1968 حين قاد القائد اليساري الشاب "دنيز كزميش" (غيفارا التركي) المظاهرات المنددة بوصول سفن الأسطول السادس الأميركي إلى اسطنبول.
لم يسمح النظام طول عقود للعمال بالعودة إلى ميدان "تقسيم". ورغم أن بعض اليساريين ثأروا لقتلاهم بطريقتهم الخاصة، فقاموا بفتح النار بشكل عشوائي على الفندق المذكور، إلا أن الوصول إلى الساحة بقي حلماً لهم، وبقيت كل مظاهرات الأول من أيار تحمل طابع التحدي بين الراغبين بالدخول وبين من يمنعونهم. وتساقط كل عام مزيد من الضحايا، جرحى أو قتلى.
سلطات أردوغان سمحت عام 2010 و2011 لكتلة رمزية من اتحاد "ديسك" بالوصول إلى ميدان "تقسيم"، ولكن ذلك لم يمنع سقوط ضحايا جدد في الشوارع الفرعية. أما في "تقسيم" فقد وصلت كتل من اتحادات عمالية أقل حدة في المعارضة، وبينها اتحاد "حق إيش" ذو الطابع الإسلامي، الذي يعد ضمن صفوف الموالاة. لكن كل الاحتفالات الكرنفالية لها لم تغطي على حقيقة القمع القاسي لقوى الأمن التركية ضد كل من يخرج على نص المسرحية المعدة مسبقاً.
في هذا العام أيضاً تستعد القوى المعارضة للتظاهر والوصول إلى ميدان "تقسيم"، ورفع شعاراتها الخاصة، وذلك بكتلتها الشعبية الحقيقية، لا بكتلة رمزية تحددها قيادة الشرطة مسبقاً. وقد أعلن الحزب الشيوعي التركي "TKP"، وحزب السلام والديمقراطية الكردي "BDP"، واتحاد نقابات العمال الثوريين "DİSK"، واتحاد العمل التركي "TÜRK İŞ"، واتحاد عاملي القطاع العام "KESK"، وحزب الحرية والتضامن "ÖDP"، واتحاد الأطباء "TTB"، واتحاد المهندسين والمعماريين "TMMOB".. وسواهم قرارهم بتنظيم مظاهرات الأول من أيار، ودعوا أنصارهم إلى تحضير أنفسهم لهذه المناسبة. كما أعلنت هذه القوى أنها ستحاول هذا العام أيضاً الوصول إلى ميدان "تقسيم" رغم حواجز الأمن المتوقعة.
كما خرج مدير أمن اسطنبول "حسين تشابكين" في جولة تفقدية على التحضيرات المتخذة في الميدان، وقال أنه تم اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بحفظ الاستقرار في الأول من أيار ومنع ما سماها بأعمال الشغب المتوقعة. وأعرب عن تمنياته بالاحتفال بعيد العمال في جو أخوي.
يذكر أن المدن الأخرى تتحضر لمظاهرات مشابهة، ومن المنتظر أن تتجاوز الاحتفال التقليدي بعيد العمال إلى التنديد بغلاء الأسعار والوضع المعيشي والاجراءات القمعية لحكومة أردوغان، وخاصة بعد قراراتها الأخيرة التي أثارت الكثير من الانتقادات، في المجال التعليمي والصحي، وسياسة التوظيف، والعلاقة مع سورية وإيران.. وسواها.

اقرأ المزيد :




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Syria - Find me on Bloggers.com