04‏/04‏/2012

"الجيش الحر" يستعد للإستيلاء على مطار "تفتناز" لاستقبال طائرات تحمل السلاح والمقاتلين!

السكرتير العسكري لرياض الأسعد يكشف: الخيارات وقعت على مطار"الضبعة" ومطار" تفتناز" و مطار "إعزاز"، لكن الرأي استقر على مطار " تفتناز" لأسباب ديمغرافية

 في الأسبوع الأول من شباط / فبراير الماضي، أصدر "المجلس الوطني السوري" بيانا مشتركا مع ما يسمى " الجيش السوري الحر" دعَوا  فيه "رجال الأعمال السوريين والعرب إلى المساهمة في تمويل عمليات الدفاع عن النفس وحماية المناطق المدنية"، وهو التعبير الديبلوماسي لعملية تمويل تهريب السلاح إلى سوريا ، و الغطاء الاستباقي لعمليات نقل السلاح والمقاتلين التي بدأ الإعداد لها منذ أسابيع ، والتي تقوم على احتلال أحد المطارات العسكرية شمال سوريا من قبل مسلحي"الجيش الحر" من أجل استقبال طائرات تابعة لقوات خاصة في عدد من أجهزة الاستخبارات الأجنبية ، فضلا عن إنشاء "مهابط ارتجالية" في مناطق نائية وبعيدة عن الأعين يمكنها استقبال طائرات نقل عسكرية عمودية ( هيلوكبتر) وحتى طائرات نفاثة صغيرة الحجم يمكنها الهبوط على مدرجات ترابية قصيرة أو حتى على طرق عريضة سريعة من قبيل تلك التي تصل بين المدن الكبرى. وهذه كلها لجأت إليها وكالة المخابرات المركزية في أميركا الجنوبية والوسطى سابقا ، مثل عمليات تسليح عصابات " الكونترا" في نيكاراغوا ، وعمليات تسليح المنظمات الإسلامية في أفغانستان خلال فترة الوجود السوفييتي  وفترة حكم الرئيس الشهيد بابراك كارمل . وأصبح معلوما الآن أن المخابرات المركزية الأميركية والمخابرات الفرنسية ، وبالتعاون مع عدد من أجهزة المخابرات السعودية والأردنية، وعدد من الشخصيات الثقافية الفرنسية مثل برنار هنري ـ ليفي وزملائه المعروفين تحت اسم " الفلاسفة الجدد"،  قادت واحدة من أكبر عمليات التلسيح  ونقل المتطوعين الإسلاميين إلى أفغانستان في تلك الفترة.
   إذن ، كلها مؤشرات ملموسة ومحسوسة على أن " الخيار الليبي" وضع على نار حامية في سورية ، وإن تكن طبخته وخلطته مختلفة نسبيا لاختلاف الظروف الداخلية والخارجية في سوريا. والواقع ليس هذا ما يمكن استنتاجه من التحركات السياسية والديبلوماسية ، التي كان بدأت بسحب سفراء دول الخليج من سوريا وطرد السفراء السوريين في تلك الدول ، وهو ما يعني عمليا شبه" قطع للعلاقات الديبلوماسية و سحب للاعتراف بالنظام" تمهيدا على الأرجح للاعتراف بالمعارضة الأميركية ـ الإسلامية التي يمثلها " المجلس الوطني السوري" ، بل مما يجري على الأرض في غير مكان ، وبعيدا عن الأعين ، سواء في تركيا أو في الإمارات العربية أو في أماكن أخرى.
 بعض مما يجري بعيدا عن الأعين تمكنا من معرفة بعضه عن طريق أحد الضباط المقربين من رياض الأسعد وآخرين:
ولأن عملا من هذا النوع يحتاج إلى بضعة أشهر لتنفيذه ، سواء من الناحية السياسية واللوجستية ـ الميدانية، بما في ذلك التحضيرات الميدانية، أو تهيئة " البيئة الحاضنة" الملائمة ، فإن الاتصالات والتحضيرات بدأت منذ يوم أمس على هذا الصعيد. فقد كشفت مصادر  مقربة من "الجيش الإسلامي الحر" الذي يقوده رياض الأسعد وتشرف عليه المخابرات الفرنسية والتركية بشكل خاص، أن هذه الاتصالات تدور حول ضرورة الاستيلاء على أحد المطارات العسكرية القريبة من الحدود السورية من أجل يكون مهبطا لطائرات أجنبية تحمل السلاح والمقاتلين لـ"الجيش" المذكور ، بحيث يؤمن ما يمكن تسميته بـ"الجيب المحرر" القادر على استقطاب المسلحين و"المنشقين" من داخل البلاد ومن الخارج ، والأهم من ذلك : استقبال الإمدادات من الخارج بشكل آمن بعيدا عن أعين  الجيش السوري وذراعه العسكرية ، لاسيما مدفعيته وراجمات صواريخه القادرة على إحباط أي عملية من هذا النوع. ويقول النقيب صبحي ، ضابط المخابرات التركية الذي يتولى الإشراف على تحركات وأنشطة رياض الأسعد ويعمل معه كـ"سكرتير عسكري"، إن إمداد المسلحين في منطقة "جبل الزاوية" ومحافظة إدلب بات صعبا جدا ومحدودا . ويشرح، في استانبول الأمر بالقول" كانت الحكومة التركية تسمح بذلك عن طريق غض النظر ، وضمن حدود مدروسة . لكن حصول السلطات السورية على معلومات موثقة بهذا الشأن ، لاسيما بعد اعتقال بضع عشرات من ضباط المخابرات التركية على الأراضي السورية ، وضبك أسلحة وذخائر مصنعة في تركية ، أصاب حكومة السيد أردوغان بالحرج. فهناك اتفاقية أمنية ( اتفاقية أضنة1998 ) لا تزال سارية المفعول عمليا ، وأي عمل من هذا النوع يعد انتهاكا لها. كما أن السلطات السورية يمكنها التذرع بذلك بالقول ـ وإن دون تصريح ـ إن الاتفاقية أصبحت بحكم الملغاة بعد انتهاكها من قبل الجانب التركي، وبالتالي سماحها لقوات حزب العمال الكردستاني بالعودة إلى ممارسة نشاطها مجددا انطلاقا من الأراضي السورية. علما بأن السوريين عمدوا إلى هذا النوع من غض النظر خلال الأشهر الأخيرة بعد اكتشافهم المداخلات الأمنية التركية . إلا أن الأمر لم يصل حد السماح لمسلحي حزب العمال بالانطلاق من الأراضي السورية. حيث اقتصر الأمر على غض النظر عن أنشطتهم السياسية في العديد من مدن الشمال السوري التي يشكل الأكراد أغلبيتها". هذا الوضع ، يتابع النقيب صبحي القول ـ " ازداد تعقيدا مع تمكن القوات السورية ، الميدانية والأمنية، من إحكام سيطرتها بشكل أكبر على امتداد الحدود مع تركيا( مع لواء اسكندرونة المحتل) ، لاسيما بعد نشرها فرقة كاملة ( الفرقة السابعة) على امتداد هذه الحدود قبل أشهر. وقد أصبح الآن من الصعب تسلل المسلحين أو إرسال السلاح إلى الداخل السوري ، وبات الأمر يستنزف المزيد من الوقت والخسائر البشرية. ولهذا بدأ التفكير بحلول أخرى أكثر جدوى وفعالية".
  وفيما يتعلق بهذه الحلول ، يكشف النقيب صبحي أن الاجتماعات التي عقدت خلال الأسابيع الماضية "بيننا وبين السيد برنار هنري ـ ليفي في تركيا ، بحضور العقيد الأسعد وضباط آخرين ، ناقشت إمكانية قيام الجيش الحر بالاستيلاء على أحد المطارات العسكرية القريبة من الحدود التركية ( لواء اسكندرونة المحتل) أو الحدود اللبنانية. وجرى استعراض الميزات المختلفة ، التقنية والجغرافية، التي تتمتع بها المطارات الثلاثة القريبة من الحدود. وقد جرى استبعاد مطار القصير( الضبعة) في الحال ، رغم أنه الأفضل من الناحية التقنية، إذ يبلغ طول مهبطه حوالي 3 كم ، ويستطيع استقبل طائرات النقل من الحجم المتوسط. إلا أن وقوعه قريبا جدا من الحدود اللبنانية ، وحاجة الطائرات القادمة من أجواء البحر المتوسط إلى المرور في المجال الجوي اللبناني ، وبالتالي انتهاكه قانونيا لأن لبنان لن يسمح بذلك، جعلنا ننسى الأمر. هذا فضلا عن أن المطار قريب جدا من تجمعات عكسرية سورية كبيرة كالفرقة 18 والفرقة 11 المدرعتين. وبالتالي إمكانية إحباط أي محاولة للاستيلاء على المطار بسهولة كبيرة والقضاء عليها في مهدها. ولهذه الأسباب انصرف تفكيرنا إلى المطارين الآخرين ، مطار Afis ( تفتناز) ومطار أعزاز ( منخ Minakh) ، رغم أن كليهما مطاران لطائرات الهيلوكبتر ، ومهبطي كل منهما قصيران ، فالأول طول هبطه أقل من 1 كم ، فيما مهبط الثاني حوالي 1.5 كم. لكن الثاني يقع في بيئة سكانية يغلب عليها الأكراد ( منطقة جبل الأكراد)، ويسيطر عليها حزبان سياسيان كرديان ، حزب العمال الكردستاني وحزب يكيتي الديمقراطي، والحزبان كلاهما مع مواطني المنطقة لا يمكن لهما تقبل أي تدخل تركي أو مسلح من قبل الجيش الحر ، ليس لأنه مدعوم من تركيا فقط ، بل لأن الأخوان المسلمين باتوا يسيطرون عليه بشكل شبه كامل. لكن هذ لا يمنع استخدام المطار في مرحلة لاحقة وفقا لتطور الظروف والأوضاع. ولهذا وقع الخيار على مطار Afis ( تفتناز) [ الصورة جانبا] ، بالنظر للحماية لميزة موقعه الجغرافي وميزة البيئة السكانية.  فهو لا يبعد أكثر من 34 كم عن الحدود التركية. كما أنه يبعد 75 كم فقط عن شاطىء المتوسط ، وأي طائرة  نقل هيلوكبتر كبيرة ، لاسيما من سلالة  Chinook  الأميركية الأكثر استعمالا في الجيوش الحليفة لواشنطن ، يمكن أن تقلع عن ظهر سفينة حربية في المتوسط وتصل إلى المطار خلال أقل من نصف ساعة وعلى متنها 12 طنا من الأسلحة و حوالي خمسين مقاتلا بسلاحهم الكامل، فضلا عن قدرتها على حمل عربة مدفع مع تجهيزاتها الكاملة ، وتستطيع الطيران والمناورة ليلا بسهولة . كما أن المطار يستطيع عند الضرورة استقبال طائرات نقل نفاثة من النوع المتوسط التي تستطيع نقل مئة مقاتل بسلاحهم الكامل أو 20 طنا من العتاد والسلاح. وهذه يمكنها الإقلاع من قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص إذا لم تشأ تركيا السماح لهكذا أنشطة في الوقت الراهن". أما من الناحية الديمغرافية ، يتابع النقيب صبحي القول ، فإن المطار "محاط من جميع الجهات بتجمعات سكنية مناهضة للنظام، وأصبحت خارجة عن سيطرة السلطة بشكل كامل تقريبا. فهو لا يبعد سوى 3 كم عن تفتناز و5 كم عن بنّش التي أصبحت أقوى حاضرة للمنظمات الأصولية المسلحة ، بما فيها ( القاعدة)، التي تشكل العمود الفقري للجيش الحر. وكان أهالي هذه المنطقة من أول من تبنى شعار التدخل الخارجي والحلف الأطلسي بالذات". ويضف النقيب الصبحي ما أسماه " عاملا شخصيا" جعل المعنيين اختيار مطار " تفتناز" دون غيره ، وهو أن رياض الأسعد ليس ابن المنطقة فقط ، بل أيضا كان يخدم فنيا في " سرب البعث" المرابط في  قاعدة " أبو الظهور" الجوية القريبة من المنطقة ، وهو على معرفة واتصال بفنيي بطياري مطار" تفتناز" والملاحيين والعسكريين الآخرين العاملين فيه. 
ولكن هل أعطيت الأوامر فعلا بالاستيلاء على المطار؟ وأين إسرائيل وأجهزة الاستخبارات الأجنبية و شركة" بلاك ووتر" من ذلك كله!؟
بالطبع يرفض النقيب صبحي الإجابة على هذه الأسئلة " كونها ذات طبيعة أمنية خاصة"، لكنه لا يتردد في القول" هناك توجيهات إلى العقيد رياض الأسعد للبدء في التحضير لذلك ، وتوجيهات منه إلى الداخل من أجل اتخاذ الخطوات التحضيرية اللازمة لعملية الاستيلاء على المطار ، والتي قد تحصل في غضون أسبوعين إلى ثلاثة على أبعد تحديد( أوائل نيسان /أبريل). لكن ما يتجنب الإجابة عنه النقيب صبحي ، يخبرنا به مصدر مقرب من " المكتب الإعلامي للجيش الحر" في باريس ، الذي أحدثه برنار هنري ـ ليفي الشهر الماضي بعد عودته من اجتماع مع الأسعد في تركيا ، وأسنده لشريكته في جمعية " أنقذوا سوريا" السيدة لمى الأتاسي. وهي جمعية يمولها ـ وفق ما يؤكده ناشر فرنسي ـ "مجلس يهود فرنسا". وبحسب المصدر ، فإن الإدارة الأميركية أوكلت لشركة "ريفلكس ريسبونسز" التي أنشأها مدير شركة " بلاك ووتر" ، إيريك برنس، في الإمارات العربية خلفا للشركة المذكورة بعد أن تعرضت للملاحقة القانونية على خلفية جرائمها في العراق ، أمر تقديم الدعم العسكري للمسلحين السوريين كي لا تكون واشنطن في الواجهة ، لكن "شريطة أن أن يقوم المسلحون السوريون بالإستيلاء على المطار والتمكن من التشبث بالأرض ، لأن الشركة تأخذ على عاتقها إيصال السلاح والمسلحين إلى المطار فقط ، دون أن تكون مسؤولة عن أي منهما أمنيا بعد إفراغ الحمولة". ويؤكد المصدر أن الإستيلاء على مطار " أفيس" العسكري ( تفتناز) من قبل المسلحين سيبدأ مباشرة عقب انتهاء أعمال "مؤتمر أصدقاء سوريا" في استانبول مطلع نيسان / أبريل القادم ، وإذا ما تمكن المسلحون من السيطرة عليه فعلا ، سيبدأ نقل السلاح والمسلحين من الخارج فورا عن من القاعدة البريطانية في قبرص و / أو من قاعدة "الحلف الأطلسي" البحرية في خليج اسكندرونة ، شريطة أن لا تمر الطائرات النقالة فوق المجال الجوي التركي ( لواء اسكندرونة المحتل) ، ولكن من خلال الالتفاف فوق البحر. وطبقا للمصدر، فإن الاستيلاء على مطار " أفيس" كان في صلب " الورق العسكرية" التي قدمها رئيس "المجلس الوطني" برهان غليون لوزيرة الخارجية الأميركية  خلال لقائهما في جنيف أوائل كانون الأول / ديسمبر الماضي. وكشف المصدر عن أن ضابطا متقاعدا احتياطيا في القوى الجوية الإسرائيلية ، برتبة جنرال احتياط يحمل أيضا الجنسية الفرنسية، هو من أعد لغليون ما جاء في الورقة المكونة من خمس صفحات ، والتي كشف النقاب عنها في حينه من قبل وسائل الإعلام العربية والأجنبية. ويوضح المصدر بالقول" إن ضابط الاحتياط الإسرائيلي الذي التقى غليون في باريس بمعرفة الفرنسيين أكد لجليسه شفهيا وفي الورقة المذكورة أن الاستيلاء على أحد المطارات العسكرية ، مثل مطار أفيس / تفتناز، يمكن أن يشكل بديلا مهما ، ولو مؤقتا ، عن  الملاذ الآمن "!؟ وبحسب المصدر، فإن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد الذي أعد الورقة ، أشار في ورقته إلى وجوب أن يقوم المسلحون باستهداف بطاريات الدفاع الجوي والرادارات المتواجدة في المنطقة قبل أي عمل آخر ، بالنظر للتعقيدات الكبيرة التي يشكلها وجودها على أي عملية نقل سلاح بالطائرات ، لاسيما منها البطاريات والرادارات المسؤولة عن تأمين الدفاع الجوي عن " قاعدة أبو الضهور" الجوية إلى الشرق من إدلب!!؟

اقرأ المزيد :




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Syria - Find me on Bloggers.com