في الحلقة الأولى من برنامجه "عالم الغد"، الذي بدأت قناة "روسيا اليوم "الإنكليزية والعربية بثه اليوم ( الحلقة منشورة جانبا)، حقق جوليان أسانج ، مؤسس موقع " ويكيليكس" ، مفاجأة وخبطة صحفية بإجرائه لقاء مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن طريق " كاميرا مغلقة" كما يبدو . ونقل موقع "روسيا اليوم" عن نصر الله قوله في المقابلة ، لجهة ما يتعلق بالقضة الفلسطينية، " ان تقادم الزمن لا يجعل الحق باطلاً. إذا كان البيت ملكاً لك، وأنا قمت باحتلاله بالقوة لا يجعله ملكاً لي بعد خمسين سنة أو مئة سنة. ..في كل الأحوال هذا رأينا الأيديولوجي ورأينا القانوني، ونحن نعتقد أن أرض فلسطين هي ملك لشعب فلسطيني". وبخصوص القصف الاسرائيلي لأراضي لبنان قال نصر الله :" نحن كنا دائماً نقول: إذا لم تقصفوا بلداتنا وقرانا ومدننا نحن لا شغل لنا ببلداتكم وقراكم ومدنكم. إذاً هذا الأسلوب لجأ إليه حزب الله بعد سنوات طويلة من الإعتداءعلى المدنيين اللبنانيين، وهدفه فقط ايجاد معادلة من الردع لمنع اسرائيل من قتل المدنيين اللبنانيين".كما نفى اتهامات الولايات المتحدة لحزبه بارتباطه بجماعات المافيا وشركات المخدرات في العالم لأن "هذا الأمر في ديننا وشريعتنا وفي أخلاقنا هو من أكبر المحرمات التي نحاربها ونواجهها. هم يقولون أشياء كثيرة لا أساس لها من الصحة. وتعتبر في سياق الحرب الاعلامية ضد حزب الله" .وقال:" أنتم تعرفون أنه بعد عام 2000 عندما تمكنت المقاومة في لبنان - وحزب الله هو فصيل أساسي في المقاومة - من تحرير جنوب لبنان، كان هذا بمثابة المعجزة وأحدث صدمة كبيرة في المجتمع اللبناني".
وفيما يخص الشأن السوري قال حسن نصر الله : "في الأساس نحن لا نتدخل في شؤون الدول العربية، وهذه كانت دائماً سياستنا... نحن منذ بداية الأحداث في سورية كانت لنا اتصالات دائمة مع القيادة السورية وتحدثنا كأصدقاء ننصح بعضنا بعضاً عن أهمية اجراء اصلاحات".و"كلنا استمعنا إلى الدكتور أيمن الظواهري عندما دعا إلى القتال في سورية. إذاً هناك مقاتلون من تنظيم القاعدة وصلوا إلى سورية وآخرون يلتحقون أيضاً بهم من مختلف البلدان وحولوا ويريدون أن يحولوا سورية إلى ساحات قتال".
وفند نصر الله المزاعم حول خضوع حزب الله الى النظام في سورية وقال:" ان أطراف المعارضة السورية تعرف ذلك وكل القوى السياسية في المنطقة أيضاً تعرف أننا في موقع الصداقة... نحن اصدقاء ولسنا عملاء. نحن أولويتنا ما زالت تحرير أرضنا وحماية لبنان من الخطر الإسرائيلي، لأننا نعتقد أن لبنان لازال في دائرة تهديد.وتجربة الثلاثين سنة من عمرحزب الله تثبت بأنه صديق لسورية وليس عميلاً لها".
أسانج ، وفي سؤال جريء لم يسبقه أحد في توجيهه إلى رجل مثل نصر الله ، قال له " لدي سؤال استفزازي غير سياسي - لقد قاتلت ضد هيمنة الولايات المتحدة. أليس الله او فكرة الاله هي القوة العظمى النهائية؟ ألا يجب عليك، كمقاتل من أجل الحرية، ان تسعى لتحرير الناس من فكرة عبادة الاله الواحد الشمولية؟
أما جواب نصر الله فكان أريحيا ، ودون بلطات وفؤوس أو فتوى تكفير يمكن أن يشهرها المؤمنون الأصوليون في مثل هذه الحالات ، حيث قال" اعتقد أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لهذا الوجود والانسان ولكل المخلوقات، وعندما خلقنا أعطانا امكانات، اعطانا هذا الجسد، واعطانا امكانات نفسية وروحية، نحن نسميها الفطرة. الانسان بمعزل عن شريعة السماء أو القوانين هو بفطرته يقول الصدق وبعقله يقول الصدق أمر جيد والكذب أمر قبيح. العدل أمر جيد، الظلم شيء قبيح. مساعدة الفقراء والمظلومين والدفاع عنهم شيءُ حسن، أما الاعتداء على الآخرين وسفك دمائهم هذا أمر قبيح. مسألة مقاومة السيطرة الأمريكية أو غير الأمريكية، أو مقاومة الاحتلال، أو مقاومة أي اعتداء علينا أو على أهلنا وشعبنا هي مسألة اخلاقية وفطرية وانسانية، والله أرادها كذلك. هنا تنسجم الأخلاق الانسانية والقيم الانسانية مع شريعة السماء. أصلاً شريعة السماء والأديان السماوية لم تأت بأي شيء يناقض العقل أو يناقض الفطرة الانسانية والقيم الانسانية. لأن من أنزل الدين هو نفسه من خلق الانسان، وهما متطابقان ومنسجمان. عندما يكون في البيت قائدان أو في الدولة قائدان، يخرب البيت وتخرب الدولة. كيف يمكن لهذا الكون أن يعيش مليارات السنين بهذا الانتظام الدقيق ولا يكون له إلا إله واحد. لو كان له أكثر من إله لتمزق هذا الكون. إذاً نحن نملك الدليل، نحن لا نقاتل من أجل فرض عقيدة دينية على أحد. ابراهيم عليه السلام كان دائماً صاحب الحوار والمنطق والدليل. ونحن جميعاً اتباع النبي ابراهيم عليه السلام"
0 التعليقات:
إرسال تعليق