14‏/05‏/2012

تفاصيل الفصل الثاني من خطة بندر بن سلطان – جيفري فيلتمان


نجحت " خطة أميركية سابقة " في مسعاها لتدمير الاستقرار ولكنها لم تصل إلى نهايتها المرسومة والنظام السوري لم يسقط ... نشرها الكاتب نقلا عن مصادر في المخابرات الروسية في 29/03/2011)


صمود الإدارة السورية مشكلة كان على الأميركيين - رعاة الثورات العربية - أن يجدوا لها حلا ( ثورات يُطلق فعاليتها وطنيون ويسرق قيادتها عملاء أميركا الليبراليون ويناصرها الطيبون ويستولي عليها في النهاية التكفيريون والإرهابيون الوهابيون).


الخطة الأصلية حققت الفوضى وأخرجت مدنا عن سيطرة السلطة السورية لكنها لم تنجح في القضاء على حكم الرئيس بشار الأسد.


جرى الانتقال في رمضان الماضي إلى مسألة أكثر خطورة هي تأمين حاضنات شعبية لأشد أنواع الإرهابيين تطرفاً... القاعدة والتكفيريين الوهابيين، وهو أمر لم يحلم أي سوري يوما بأنه قد يحصل في بلاده.


هل يمكن تصديق رواية تحالف انصار تنظيم القاعدة والتكفيريين الوهابيين مع أعدائهم الاميركيين ضد عدو مشترك هو الإدارة السورية؟


سؤال تجيب عليه عدة نماذج منها:


• تحالف الأميركيين والقاعدة ضد الروس في الثمانينات.


• تحالفهم في إيران ضد النظام الاسلامي هناك (تنظيم جند الله الموالي للقاعدة يتلقى أموالا وتدريبا ومساعدة معلوماتية أميركية)


• تحالف أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في المغرب العربي(الجماعة الأسلامية المقاتلة في ليبيا) عبد الحكيم بلحاج مع الاميركيين وعمله جنبا إلى جنب مع حلف الأطلسي خلال الحرب على نظام العقيد القذافي، وفي المرحلة الحالية ، وبعد أن كان أحد أبرز الأفغان العرب، ولا يزال حتى الساعة يعتبر الرجل الأول لتنظيم القاعدة في شمال افريقيا، وهو على علاقة قوية جدا بكل زعماء التنظيم حول العالم وفي الوقت عينه هو حليف قوي للمخابرات الأميركية في ليبيا. رغم أنه إعتقل لدى الأميركيين في إيطاليا ثم سلموه إلى القذافي عام 2004 قبل ان يطلق سراحه لاحقا في عفو نادر أصدره القذافي عن زعماء الحركات الجهادية لاسترضائهم، علما بأن بلحاج كما حليفه القيادي الآخر في تنظيم القاعدة العالمي مهدي حاراتي (ليبي آخر من قيادات المجلس العسكري في ليبيا ومن قيادات الجماعة الاسلامية المقاتلة) كانا ممن دربوا الأفغان العرب في جلال أباد في نهاية الثمانينات أي أن للرجلين باع مع كثير من كوادر القاعدة في العالم، ما يشكل للأميركيين مدخل إلى العالم السري للتنظيم الارهابي الأول في عدائه للأميركيين وتلك مفارقة خلقها الربيع العربي الوهابي


تحالف فتح الإسلام في لبنان مع الأميركيين ضد حزب الله عبر شخصيات وهابية مرتبطة بتيار المستقبل (الطفل المدلل للمخابرات الأميركية في لبنان بحسب مراجع و تصاريح سيمور هيرش بهذا الخصوص للسي أن أن – وتقاريره المنشورة عن نفس الرواية في النيويوركر)


• تحالف بعض المنتمين إلى الفكر الوهابي مع المخابرات السعودية والأردنية في العراق ضد الحكم الذي يسيطر عليه تحالف الأحزاب الشيعية في سنوات الإحتلال. (صحيفة لوس أنجلوس تايمز نشرت تقريرا مفصلا عن هذا الموضوع فضلا راجع أرشيف المقال)


دولة بوزن الولايات المتحدة الأميركية وبطبيعتها المتوحشة سياسيا وأمنيا وعسكريا هل تقبل بالفشل بديلا عن تغيير النظام في سورية ؟



نعم تقبل حين تقفل أمامها الخيارات الأخرى بفعل عوامل دولية وإقليمية يكلَـَف تجاوزها الأميركيين خسائر أكبر من الأرباح التي يتوقعونها من نفوذهم في المنطقة .



صمود الإدارة السورية وتماسك الجيش والأمن والجماهير المساندة للرئيس الأسد ، جعلت للدعم الإيراني والروسي ثقلا فاعلا على الأرض وإلا ما الذي ينفع الروس أو الايرانيين من نفخهم بقربة مثقوبة؟.


اختار الأميركيين الالتفاف لا الاندحار من سورية ، لأن ليس في يدهم حيلة، في ظل المخاطر المرتفعة لأي تدخل عسكري غربي في بلاد الشام.


فالتمسك الروسي بسورية أصبح له وجه يتعامل مع الوضع هناك كما يتعامل مع الوضع الداخلي الروسي، وفي سبيل تأكيد جديتهم في سورية فرض الروس حماية بحرية على الشواطئ المتوسطية والهدف توجيه رسالة للأميركيين ولحلفائهم: " ممنوع اللمس" .


لكن الهدف الأميركي البديل لا يقل خطورة عن الهدف الأول وهو إسقاط النظام، فما وضعه المخططون الأميركيون من مستقبل لسورية لا يخرج عن أمرين:


• خضوع النظام والرئيس للشروط الأميركية والانضواء في الترتيب الجديد للمنطقة


مواجهة حربين واحدة تخوضها جماعات – مرتزقة + وهابية من الخارج نحو المناطق الحدودية، وأخرى تخوضها في داخل المدن وفي عمق المحافظات والقرى والشوارع – مجموعات انتحارية وإرهابيون محترفون ومجهزون بأعلى درجات التقنيات القتالية الخاصة بحرب الإرهاب والعصابات.


النوع الأول من الحرب التي ستشنها أميركا والسعودية وقطر وتركيا على سورية ستكون معتمدة على كتائب محترفة ومسلحة كما الجيوش، وتقوم بشن هجمات من خارج الحدود لسحب الجيش السوري خلفها ولتشتت قواه أو على النظام أن يقبل مناطق تقع تحت سيطرة أشباه " الكونترا النيكاراغوية" التي أنشأتها أميركا ومولتها السعودية في الثمانينات وأسقطت في النهاية النظام الشيوعي في تلك البلاد في فخ التوافق وتسليم السلطة لعملاء الأميركيين.


هذا التوجه يواجه مشاكل ليست بسيطة على الإطلاق، فعلى سبيل المثال يخشى الأميركيون والاسرائيليون أن يرد حلف المقاومة المدعوم من روسية على هذا السيناريو بآخر ينقل اللعبة من الداخل السوري إلى فلسطين المحتلة.


كيف ؟


يكفي أن يقصف مقاتلو حزب الله الجدار الذي بنته قوات الاحتلال في منطقة كفركلا الحدودية لتشتغل الحرب التي لن تكون هذه المرة محصورة بين المقاومة اللبنانية والصهاينة بل ستشارك فيها سورية حتما

اقرأ المزيد :




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Syria - Find me on Bloggers.com