يدان ترتجفان أمسكت بأوراق ابنها واتجهت إلى كل من وقعت عيناها عليه ووجدت فيه الرمق ليسمعها لتحكي القصة بمزيد من غصة الدموع .
"أم محمود" سيدة في حوالي العقد الخامس من العمر تقريبا اتجهت للجامعة كي تسترد ما دفعه ابنها الشهيد للدراسة في التعليم المفتوح و يدعى ( محمود أحمد شمس ).
منذ ثلاثة شهور استشهد محمود ذو الملامح الشابة و الهادئة ( حسب صورة الوثيقة الجامعية ) في حمص بابا عمرو، هو لم يكن من الجماعات الإرهابية كان مع الجيش النظامي السوري واستشهد أداءً للواجب الوطني بحسب ما قالته أم محمود لنا و الدمعة تذرف من عينها .
اتجهت أم محمود لي وسألتها مباشرة لماذا تقفين هنا فالمظاهرات على أوجها :"ردت بصوت يخفي حكاية و يختنق بالبكاء و الصابر على القضاء و القدر، نحن من أسرة متوسطة الحال ونعيش على الراتب التقاعدي للأب و أريد استرداد ما دفعه ابني الشهيد و هم يرفضون في الجامعة إعطائي ما دفعت .
و تابعت أم محمود حديثها:" ألا يكفي أني دفعت روح ابني فداء للوطن و يطالبونني بأن أبلغ عن وفاته في يوم استشهاده مباشرة وكيف لي أن أترك خبر وفاة ابني و أتوجه للجامعة كي أبلّغ عن استشهاده".
و غصّت بدمعتها من جديد ( أبني ذهب شهيدا في سبيل الوطن منذ ثلاثة أشهر فهل من المعقول أن يطالبونني بإثبات حالة وفاته فوراً مع العلم أني استلمت جثمانه بعد شهر من وفاته)
ام محمود هي أم شهيد قدّم حياته لحماية هذا الوطن ولم تطلب سوى ما يحق لابنها من مستحقات من الجامعة كونه أوقف تسجيله لحين أن ينهي خدمة العلم السوري، فأتاها الرد وبكل بساطة .... كان يجب أن تتركي العزاء و تثبتي الوفاة في ساعتها فتخيلوا و الإجابة برسم رئيس الجامعة و المعنيين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق