كشفت مصادر لبنانية ان "الاستخبارات الروسية كانت وراء الايقاع بباخرة الاسلحة التي ضبطتها البحرية اللبنانية مساء الجمعة الماضي قبالة السواحل الشمالية وصادرت محتوياتها قبل ان تصل الى مسلحي المعارضة السورية".
واشارت المصادر لـ"النهار" الكويتية، الى تعاون امني على مستوى دولي مكن قيادة الجيش اللبناني من الاعداد للعملية بشكل مسبق، فملاحقة السفينة "امنيا" بدأ منذ انطلاقها وحتى وصولها الى المياه الاقليمية اللبنانية، وتفتيشها لم يكن مجرد صدفة وكانت هناك معرفة مسبقة للحمولة على متنها، وهذا الامر يحتاج الى قدرات وخبرات استثنائية لمتابعة "ابرة في كومة قش".
وبحسب تقديرات خبراء أمنيين فان التعاون الامني هذه المرة لم يحصل مع دول تدور في الفلك الاميركي، فواشنطن وحلفاؤها ليسوا في وارد تعطيل مرور شحنة الاسلحة الى المعارضة السورية، واذا كانت واشنطن غير معنية اليوم بالقيام رسميا بتسليح المجموعات المسلحة فانها لا تعمل على عرقلة تلك العمليات الممولة خليجيا، وهي عمدت في الاشهر القليلة الماضية الى غض الطرف عن تلك المساعدات التي تعتبرها ضرورية لأشغال النظام السوري وليس هزيمته، ولذلك فان الاكثر ترجيحا ان تكون المعلومة قد سربت الى السلطات اللبنانية من قبل الاستخبارات الروسية التي فعّلت دورها بشكل كبير انطلاقا من القاعدة البحرية في طرطوس، كما ان لهذه الاستخبارات عيوناً كثيرة في ليبيا وفي الاسكندرية وفي تركيا، وهي تملك الامكانات التقنية واللوجيستية التي تسمح لها بتتبع حركة الباخرة، وقد تكون المعلومة سربت بشكل مباشر الى الاجهزة اللبنانية او عن طريق طرف ثالث يرجح ان يكون الجهاز الامني السوري الذي عزز من تعاونه مع الاجهزة الامنية اللبنانية في الفترة الاخيرة، وهو ما ساهم بالكثير من النجاحات الامنية على الحدود البرية المشتركة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق