في عملية التضليل الكبرى، التي رافقت ولازمت عمل المعارضة السورية، التي امتهن بعض فصائلها وأبواقها الكذب والدجل والخداع والتهويل والتزييف والتضخيم، ومن مساطرهم الشهيرة المدعو رامي عديم الوجدان، رئيس ما يسمى بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في لندن، نقول في إطار عملية التضليل تلك كان هناك تشويه متعمد للوقائع، ولي لعنق الحقائق، والتفاف على كثير الظواهر
ولعل أبرز ما حرر في شأن ذلك موضوع تناول الجيش الوطني السوري، لا أحب بل وأكره لفظة العربي التي يطلقها عليه الإعلام السوري المتخلف الغبي والهزيل الذي يستفز بذلك مشاعر وأحاسيس مكونات سورية عريضة غير عربية تشعر بذلك أنها غير معنية بأمر هذا الجيش وليست من ضمن تشكيلة هذا الجيش الوطني وهذا خطأ كبير وأمر بالغ الخطورة إن كنا نبغي فعلاً وحدة وطنية حقيقية(1)، إذ يتم تناول هذا الجيش من قبل بعض الأصوات السورية المعارضة بشيء من الازدراء، والتوضيع، والتحقير وإطلاق صفات غير لائقة عليه من قبيل أنه جيش أبو شحاطة، كناية عن الضعف، والفوضى، وعدم الانضباط، وعدم الالتزام الذي يتحلى به هذا الجيش لدرجة أن أفراده لا يرتدون الحذاء العسكري المعروف، ويكتفي أعضاؤه بلبس الشحاطة، وتكرموا جميعاً، وهي نوع من النعال البلاستيكية الرخيصة، التي يعرفها السوريون جميعاً، ويتم انتعالها في البيت في أوقات الفراغ والاسترخاء، أو على البحر، والدخول بها إلى الحمّام، وأنتم أكبر قدر، أو حين يأخذ أحدهم له "قزدورة" على بيدر الضيعة ويمارس فيها الشحط والتشحيط تعبيراً عن حالة الاسترخاء واللامبالاة في تلك اللحظات ومنها، في الحقيقة، أشتق اسم الشحاطة، وكل ذلك في محاولة الإساءة وتوجيه الإهانة لهذا الجيش، والإيحاء بأن هذا الجيش هو جيش فاشل وغير مهني وأن أفراده مفككون وسيفـّرون عند سماع أول طلقة، وإلى ما هناك من صفات أخرى، مدروسة ومشغول عليها بدقة وعناية وليست عبثاً، من قبل دوائر خبيرة وضليعة في الحرب النفسية بغية بث روح الهزيمة واليأس في صفوف أفراد هذا الجيش والشعب معه.
ولكن مع مرور الوقت، وبيان زيف الكثير من كذب وفبركات هذه المعارضة، على صعد كثيرة، تبين أيضاً كذب وانكشاف هذا التلفيق الذي طاول سمعة وأداء وتركيبة هذا الجيش، وبدا للجميع أنه جيش محترف، ومهني، ومنضبط، ووطني، وذو أداء وولاء عال لسوريا. وقد دلت المعالجات الجراحية الدقيقة التي أجراها هذا الجيش على عصابات الردة الوهابية المسلحة بأنه ليس جيش أبو شحاطة، مطلقا، بل جيش صاح، واع، متأهب، واحد، موحد، ملتزم، منضبط، مدرب، ومدرك لطبيعة المؤامرة ومن يقف وراءها، وماذا تضمر لسوريا والسوريين، إذ ساهم جيش أبو شحاطة في هزيمة وسحق تلك العصابات الوهابية الإجرامية المسلحة التي عول عليها ساركوزي، وأوباما، والشمطاء كلينتون، وثعالب الإخوان الأردوغانية كثيراً، إضافة لأذناب وحثالات الردة الرجعية العربية المرخانية والعطوانية، مع بيادق العمالة المحلية الرخيصة التي باتت معروفة للجميع.
وتبين بالفعل، وأخيراً، من هو جيش أبو شحاطة الحقيقي المهزوم، ومن هو جيش أبو شبشب، وعز الله مقداركم جميعاً، ومن هو جيش أبو نعال المستخدم كثيراً في مشيخات الخليج الفارسي، ومن هو جيش أبو سروال زهري، وسوتيانات، ومن هو جيش أبو شحاطة الإعلامي العرمرم الذي يستشيط اليوم غضباً، وسعاراً، وعواء، في الفضائيات، وصفحات بني مرخان.
معلومة بسيطة، لمن يهمه الأمر، وكي لا يواصل عملية الخداع والتضليل، أن من شاركوا في سحق العصابات الوهابية الإخوانية الإجرامية المسلحة التي كانت تهتف وتريد إرسال مكونات سوريا إلى التابوت، وأخرى إلى بيروت، هم ما نسبته فقط 5% من مجموع تعداد الجيش السوري، وهم من الوحدات العسكرية التقليدية المقاتلة العادية، وهذا ليس استخفافاً بأحد كلا ومعاذ الله، وليسوا من فرق وقوات النخب ذات التدريب الأعلى والأكثر لياقة، كالوحدات الخاصة، وفرق الاقتحام، ومكافحة الإرهاب، فهذه القوات، قولاً وفعلاً، ما تزال في ثكناتها ترتدي الشحاطات، وكأن الأمر لا يعنيها، ولم يحن، على ما يبدو، بعد وقتها للبس وانتعال الحذاء العسكري الرسمي، فهل سيجرب من يطلق التهديدات اليوم حظهم مع هؤلاء حين يقرر أفراد هذه القوات ترك الشحاطات في الثكنات والخروج إلى
الميدان؟
نعم، واستدراكاً، وللحقيقة والتاريخ، قد يكون جيشنا السوري جيش أبو شحاطة، فعلاً، وفي حالة واحدة ووحيدة، وهي حين يقرر، مع شعب سوريا البطل وشرفائها، استخدام الشحاحيط، وعلى نحو رمزي آنفاً من استخدام الأسلحة التقليدية العادية، وذلك، ولكل مقامه وقيمته ومستواه، لضرب قفا ورأس ساركوزي، وبروان، وكلينتون وبرلسكوني، ومن لف لفهم، وإشباع وجنات وشنبات وسكسوكات الأذناب وأعاريب الردة ضرباً بالشحاحيط ممن سولت لهم أنفسهم اللعب بالأمن وبالدم السوري، لأنهم لا يستحقون أن يموتوا ميتة الرجال، أو يرموا بأي شيء سوى بالشحاحيط والشباشب والنعال، وأكرمكم الله جميعاً، على كل حال
0 التعليقات:
إرسال تعليق