هل تحول الادعاء بالخطر الايراني الى سبب لتحالفات عسكرية مع الاحتلال الاسرائيلي تدخله حكومات مجلس التعاون من أوسع أبوابه، وكيف تسعى السعودية لزرع الخوف بين مواطني الجزيرة العربية عبر شيطنة ايران وتحويل بوصلتهم عن خطر الصهاينة وسلاحهم النووي..
أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن دول مجلس التعاون الخليجي، بصدد إنشاء درع صاروخي، وذلك في إطار تعاونها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف حماية المنطقة من التهديد الإيراني، وأنها قررت تشكيل لجنة أمنية لدراسة إنشاء هذه الدرع.
يأتي هذا التصريح على إثرانتهاء أعمال " المؤتمر الاستراتيجي الخليجي الامريكي" الاول، بمشاركة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ، ليتمخض عن اخطر الخطوات التي تتخذها هذه الدول ، لتوسيع نطاق التعاون الامني والعسكري الحالي ، وتحويله الى التحالف العسكري والامني الواسع بين واشنطن ، الذي سيستتبع تقديم دول الخليج الكثير من التنازلات للولايات المتحدة على حساب سيادتها وثرواتها.
وكان الوزراء الخليجيون قد ناقشوا مع هيلاري كلنتون ، سبل تعزيز التعاون في عدد من المجالات الرئيسية منها " التعاون العسكري بين مجلس التعاون والولايات المتحدة " و " الأمن البحري وحماية البنية الأساسية الاستراتيجية " و" مكافحة القرصنة والارهاب وأسلحة الدمار الشامل" . وهذه المجالات تشكل في حقيقية الامر ، جميع الابعاد الاستراتيجية العسكرية والامنية للولايات المتحدة .
وشنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ، هجوما غير مسبوق ضد الجمهورية الاسلامية بعد انتهاء اعمال المنتدى.
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد اطلقت، محادثات مع نظرائها وزراء دول مجلس التعاون حول خطط لاقامة درع صاروخية خليجية في مواجهة ايران.
وقالت مصادر اعلامية غربية ان " طرح كلينتون مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي يعني انها نقلت مسألة العلاقات الامنية الى مستوى اقليمي ممهدة لارضية تفاهم جديدة مع دول مجلس التعاون ".
واكدت مصادر خليجية لشبكة نهرين نت الاخبارية :" ان امريكا تسعى من بين اهدافها لنصب شبكات الدرع الصاروخية الى تحقيق هدفين اثنين ، هما تامين اسرائيل من هجمات صاروخية ايرانية ، وحماية المنشآت النفطية لدول مجلس التعاون " .
واكدت هذه المصادر بان " دول الخليج ستتكقل بكافة مصاريف انشاء شبكات الدروع الصاروخية والتي ستبلغ عشرات المليارات من الدولارات مما يشكل استنزافا لامكانات هذه الدول المالية خدمة لاسرائيل والمصالح الامريكية ".
ويعتبر اندفاع دول الخليج الى توسيع ارتباطها الامني والعسكري ، والقبول بالتورط في مشروع واسع ومعقد في هذين المجالين ، بمثاية مشاركة في مشروع عسكري وامني موجه ضد ايران بالدرجة الاولى والى روسيا بالدرجة الثانية ، والتورط في مشروع امني وعسكري يخدم امن اسرائيل ويؤمن لها عمقا استراتيجيا ضد ايران ، باموال خليجية وفوق اراض عربية دون ان يكلفها ذلك شيئا .
منظومة الاعلام السعودي لم تتوقف عن الترويج للدرع الصاروخي منذ طرحه..
قناة العربية السعودية سلطت الضوء على أهمية هذه الدرع في حماية دول الخليج مع التأكيد على أن لهذه المنظومة منافع مباشرة للسعودية ودول مجلس التعاون في محاولة لإخفاء السيطرة الاميركية الكاملة على هذا المشروع وأهدافه...
صحيفة ايلاف الالكترونية السعودية أبرزت كذلك ضرورة إنشاء الدرع الصاروخي وقالت: "في ظل التأزم الإقليمي، ومع ازدياد حدة نيران الهجمات "الكلامية"، وكذلك نشاط خلايا ترتبط بالنظام الإيراني، تضرر منها عدد من المدن الخليجية، رحّب الخليجيون عبر وزراء خارجيتهم بمبدئية المشروع، الذي سيكفل حلاً دفاعيًا ضد أخطار تحيط بالمنظومة التعاونية.
المستشار العسكري السابق العميد الدكتور فؤاد مختار في حديث لـ"إيلاف" امتدح قبول الخليجيين بدراسة أمنية للمشروع الأميركي لإقامة الدرع الصاروخي، الذي سيشكل بعدًا دفاعيًا لمنطقة الخليج، و"يزيد مساحة الثقة في وقوف الأميركيين" بعدما شهدت مع أحداث البحرين في شباط/ فبراير من العام الماضي تأرجحًا في قبول الموقف الأميركي الذي انتقد تدخل قوات درع الجزيرة الخليجية.
وأفاد الخبير مختار أن المهمة المقبلة تكمن فقط في ربط الأنظمة الصاروخية الموجودة في دول مجلس التعاون لتكون بمثابة أساس إنشاء المنظومة، معتبرًا أن تطور الأنظمة الدفاعية في الدول الست، والمتمثلة في الصواريخ المضادة للصواريخ بعيدة المدى، سيسهّل جمعها في درع مشترك يكفل الحماية في حالة الهجوم.
استراتيجيًا، رأى مختار أن قرار إنشاء الدرع الخليجي تأخر كثيرًا؛ وأن الأولى الموافقة على العروض الأميركية بشأن ذلك بعد حرب الخليج الثانية، مفيدًا أن الأحداث الحالية ستجعل الندم أكبر من حالة التصفيق للمنظومة الدفاعية لدى مهاجمة إيران، التي لأجلها أعاد الخليجيون التفكير.
وأضافت الصحيفة نقلا عن الخبير مبررة التحالف السعودي الاسرائيلي بالقول وعن منظومة الدفاع الخليجية وهل ستكون رابطًا مع الدرع الصاروخي الأميركي لإسرائيل، قال إن ذلك سيكون محور الممانعة في اللجنة الأمنية التي شكلها منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي - الأميركي، ورغم أن العدو مشترك وفق حديثه؛ إلا أن الخليجيين لن يكون لهم أي تواجد في علاقات دفاعية أو أمنية، من الممكن أن تفضي إلى تطبيع ترفضه غالبية دول المجلس.
لكن الخطر الحقيقي المسلط فوق رؤوس العالم العربي والاسلامي هو من تدافع عنه حكومات الخليج وتتدافع لإرضائه.
دافع الألماني غونتر غراس الحائز جائزة نوبل للآداب عن إيران واعتبر أن إسرائيل بأسلحتها النووية "تهدد السلام العالمي الهش في الأساس".
ووفقا لصحيفة "تسودويتشي تسايتونغ" الألمانية شجب غراس أي ضربات وقائية قد تشنها إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف "هناك دولة أخرى تمتلك منذ سنوات ترسانة نووية أخذة في الازدياد، مع أنها تبقى سرية ومن دون أي إشراف إذ أن أي عملية تدقيق محظورة" في إشارة إلى إسرائيل من دون أن يسميها في مطلع النص.
وشجب غونتر غراس "الصمت المعمم على هذه الوقائع" التي وصفها بأنها "كذبة ثقيلة" لأن "تهمة معاداة السامية ستوجه مباشرة" إلى الذي ينتهك هذا الصمت.
ويتساءل الكاتب "لماذا أقول الآن فقط (...) أن القوة الذرية لإسرائيل تهدد السلام العالمي الهش في الأساس؟ لأنه ينبغي أن نقول الآن ما قد يفوت أوانه غدا".
وتابع غراس "لن أسكت بعد الآن لأني سئمت من نفاق الغرب" حيال إسرائيل "المسؤولة الفعلية عن هذا التهديد".
لقد نجح آل سعود ووسائل اعلامهم في المنطقة في تكريس شيطنة إيران على نطاق واسع بين حكومات الخليج، لكن يتناسى من يتغزل بالدرع الصاروخي، أنهم يصفقون لدمار تنشره الولايات المتحدة واسرائيل فوق رؤوس مواطنيهم، ولحرب بالوكالة لا ناقة لهم فيها او جمل تجرهم اليها سو ضمان أمن الكيان الاسرائيلي واطالة عمره.
0 التعليقات:
إرسال تعليق