كشف المزيد من المعلومات المتعلقة بباخرة السلاح المرسلة إلى مسلحي"الجيش السوري الحر"عبر لبنان
كشف اليوم في بيروت المزيد من المعلومات حول قضية باخرة السلاح الليبي المرسل إلى المسلحين السوريين عبر لبنان، والتي صادرتها بحرية الجيش اللبناني يوم أمس. فقد أشير إلى أن الاسم الكامل لمالكها السوري هو محمد الخفاجي . ونقلت قناة"المنار" عن مصادر عسكرية لبنانية قولها إن ما حَصَل "انجازٌ نوعيٌ بكلِ المقاييس، لأنَّ عمليةَ تهريبِ الاسلحة عبرَ سفينةٍ ليست بالامرِ الذي يَسهُلُ اكتشافُهُ". وأكدت مصادر الجيش أن ما حَصَلَ "تم بتنسيقٍ مع جهاتٍ لبنانية" لم يسمّها.وكشفت هذه المصادر أن السفينةُ عمدت الى سلوك خَطٍّ بحريٍ تمويهي، من ليبيا الى مصرَ ثم الى طرابلس شَمال لبنان ، وأنه جرى تجهيز مخزن كبير في منطقة شمال لبنان لوضع هذه الاسلحةِ تمهيداً لتهربيِها إلى سوريا . لكن تكتمتِ المصادرُ العسكريةُ عن ذكرِ المِنطقة الشَمالية التي يوجد فيها هذا المخزن.
من جهتها، وزعت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني مشاهد للذخيرة التي تم العثور عليها داخل السفينة المضبوطة. وأشارت مصادر عسكرية لقناة "للمنار" ان حجم الاسلحة والذخائر المضبوطة يصل الى حوالي مئة وخمسين طنا، وتتنوع الاسلحة بين الفردية و البنادق المتنوعة وصولاً الى قذائف الهاون والار بي جي و الذخائر على انواعها ، مؤكدة أن الموقوفين تم تحويلهم الى القضاء العسكري والتحقيقات مستمرة معهم. وكان خفاجي وزع اليوم وثائق على عدد من المواقع الإخبارية السورية المصرح بها ( مثل "عكس السير") أكد فيها أنه لم يكن على علم بمحتوى الشحنة ، وأن بوليصة الشحن التي تسلمها من أصحاب "البضاعة" تشير إلى أن محتوى الحاويات الثلاث هو زيوت محركات، وأنه شحنها من ميناء مصراته الليبي، وأنه فوجىء بأنها تحتوي على أسلحة عندما سمع بيان التوجيه المعنوي في الجيش اللبناني!!؟
وفي آخر المعلومات ذات الصلة، كشقت مصادر عسكرية لبنانية لقناة"أو تي في" مساء اليوم أن من بين الأسلحة التي كانت تنقلها الباخرة صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من طراز " سام 7" ، وقذائف لمدفعية الميدان الثقيلة من عيار 155 مم ورشاشات " إم 16" الأميركية. ويشير السلاحان الأخيران إلى أمرين في غاية الأهمية :
أولا ـ إن السلاح الليبي شرقي الصنع كله (سوفييتي / روسي). ومن المعلوم أن السلاح الشرقي كله لا يوجد فيه هذا العيار تحديدا ( 155مم)، فهو عيار مدافع أميركية (وبريطانية وكندية) تحديدا. وهذا يعني أن القذائف مصدرها بلد آخر غير ليبيا يتزود بالسلاح الغربي، مثل قطر أو السعودية، فكلتاهما تقتنيان هذا النوع من المدافع الأميركية والبريطانية.
ثانيا ـ لا يملك المسلحون السوريون مدافع من هذا النوع ( وزن المدفع يتراوح ما بين 2 و 7 أطنان ، حسب موديل صناعته ، ويحتاج إلى سيارة شحن كبيرة لقطره وجره من مكان إلى آخر). كما أن الجيش السوري لا يملك أية مدافع غربية سواء من هذا العيار أو غيره ، كي نقول إن المسلحين يمكن أن يحصلوا على هذه المدافع من مستودعاته أو وحداته العسكرية. لماذا ـ إذن ـ إرسال قذائف من عيار 155 مم إلى سوريا؟
هناك تفسير واحد لهذا الأمر ، وهو استخدام القذائف في تفخيخ السيارات أو تصنيع العبوات الناسفة. فوزن القذيفة من عيار 155 مم يبلغ حوالي 45 كغ ، وتتكون حشوتها المتفجرة من "تي إن تي" فضلا عن حوالي 7 كغ من مادة RDX التي يدخل C4 في تركيبها بنسبة 91 بالمئة. وهي مادة معروفة بقوتها التدميرية الهائلة. وتستطيع قذيفة من هذا النوع تدمير مبنى بكامله إذا ما استخدمت كعبوة ناسفة ووضعت في أحد أساساته (انظر أسفلا فيلما وثائقيا عن تفجير 70 غراما فقط من هذه المادة).
ثالثا ـ وجود رشاشات " إم 16" بين الأسلحة المصادرة يشكل دليلا قاطعا على أن أحد مصادر السلاح هو قطر أو السعودية أو إحدى الدول الغربية. فمن المعلوم أن الترسانة الليبية لم يكن فيها بنادق أميركية من هذا الطراز أو غيره.
وإلى ما تقدم ، علمت من مصادر موثوق بها ومطلعة جدا يعود لها الفضل في الكشف عن إدخال النفايات الكيميائية إلى سوريا خلال الثمانينيات من قبل عبد الحليم خدام، أن محمد خفاجي هو من جزيرة أرواد السورية لكنه يقيم الآن في مصر، ويعتبر من أبرز رجال خدام في الساحل السوري . وبحسب هذه المصادر، فإن خفاجي سبق له أن أدخل أسلحة إلى سوريا عبر لبنان لحساب عبد الحليم خدام أكثر من مرة ، كان أولها ربيع العام الماضي (2011) ، حين أدخل أسلحة إلى مدينة بانياس الساحلية. كما أن خفاجي عل صلة وثيقة بسعد الحريري ، وسبق له أن أوقف في لبنان قبل بضعة أشهر بتهمة تهريب السلاح ، لكن أطلق سراحه دون"شوشرة" إعلامية بتدخل من الحريري شخصيا!
1 التعليقات:
يعطيك العافةموقع رائغ
almdoozn
إرسال تعليق